logo
العالم

بعد ضربة أوديسا "المزلزلة".. هل تصمد أوكرانيا في وجه التصعيد الروسي؟

بعد ضربة أوديسا "المزلزلة".. هل تصمد أوكرانيا في وجه التصعيد الروسي؟
جندي أوكراني خلال تدريب عسكريالمصدر: رويترز
27 مايو 2025، 11:11 ص

في خضم حرب استنزاف تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وجهت روسيا ضربة عسكرية نوعية استهدفت واحدة من أكبر شحنات الإمداد العسكري الأوكراني منذ بدء النزاع.

أخبار ذات علاقة

فريدريش ميرتس

روسيا تحذر من "قرار خطير".. الغرب يزيل القيود عن أسلحة أوكرانيا

 طالت الضربة سفينة حاويات في ميناء أوديسا، محملة بـ 100 حاوية من العتاد العسكري، وتمثل نقطة تحول في مسار الحرب، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة تتركز فيها المعركة على شل خطوط الإمداد، لا كسب الأراضي فقط.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ هجوم صاروخي بصواريخ إسكندر على سفينة حاويات ومخزن للشحنات العسكرية في ميناء أوديسا، ما أدى إلى انفجار ضخم وحريق واسع النطاق.

ووفقا للبيان الرسمي، فقد كانت الحاويات المستهدفة تحتوي على طائرات مسيرة وقوارب قتالية وذخائر عالية الحساسية، كانت في طريقها لدعم الجبهات الأوكرانية.

وبحسب مصادر عسكرية، تمثل الضربة الروسية تحديا مزدوجا أمام كييف، فمن جهة، تواجه تراجعًا في تدفق الدعم الغربي كمًّا ونوعًا، ومن جهة أخرى، تواجه خطر فقدان المخزون العسكري الحالي بفعل الضربات الاستباقية الروسية.

تصعيد خطير

حول ذلك قال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مرجحًا أن يكون الأعنف منذ بداية الحرب، في ظل التصاعد المتبادل في الاستهدافات واستخدام أسلحة نوعية على جبهات مختلفة.

وأضاف بريجع، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الضربات الروسية الأخيرة تمثل تحولا نوعيا في مسار الحرب، مشيرًا إلى أن موسكو بدأت تحكم قبضتها على خطوط الإمداد والتسليح، في محاولة لشل قدرة كييف على الصمود والمناورة.

وأوضح أن القدرات الأوكرانية تقف اليوم عند مفترق طرق، فمن جهة، تعاني من استنزاف كبير في الذخيرة والأسلحة الغربية التي لم تعد تصل بالوتيرة نفسها، ومن جهة أخرى، تتسارع وتيرة التقدم الروسي على محاور الشرق والجنوب، لاسيما بعد انهيار بعض خطوط الدفاع الأوكرانية في محيط خاركيف وأفدييفكا.

وأشار إلى أن صمود القدرات الأوكرانية بات مرهونا ليس فقط بالإمدادات الغربية، بل أيضا بقدرة كييف على التكيّف ميدانيًا، وإعادة توزيع ما تبقى من الموارد العسكرية، إلى جانب تعزيز الدفاعات الجوية لمواجهة صواريخ روسيا المتطورة.

وأكد بريجع أن العالم يقف أمام مرحلة من الحرب قد تكون أكثر حسما من سابقاتها، حيث لم تعد المعركة تدور على الأرض فقط، بل تحولت إلى حرب إرادات واستنزاف استراتيجي طويل الأمد، تسعى فيها روسيا لإرسال رسالة مفادها أن التقدم نحو الحسم لم يعد خيارا بل مسارا فعليا بدأ تنفيذه بالصواريخ لا بالكلمات.

ضربات فاعلة

من جهته، قال د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا بدأت في استهداف الشحنات العسكرية والإمدادات بشكل موسع لسببين رئيسيين، الأول تقني، ويتمثل في ضعف منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية، التي لم تعد قادرة على اعتراض الأهداف الروسية، والثاني هو دقة الإحداثيات الروسية، ما يجعل الضربات أكثر فاعلية.

وأضاف الأفندي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن اللافت هو أن الأهداف المستهدفة باتت كبيرة، ما يثير تساؤلات حول احتمال وجود تعاون غير معلن بين الولايات المتحدة وروسيا لتدمير الأسلحة الأوكرانية، ودفع كييف نحو القبول بالاستسلام أو تسوية سلمية.

ورأى المحلل السياسي أن أوكرانيا لن تتمكن من الصمود أمام روسيا لأكثر من أربعة أو خمسة أشهر، في ظل غياب الدعم الأميركي والأوروبي، مشيرا إلى أن البنية التحتية الأوروبية العسكرية بحاجة إلى سنوات لإعادة التشغيل، وقد تمتد حتى عام 2035.

أخبار ذات علاقة

روسيا

خطط بوتين في أوكرانيا.. حرب "ضروس" أم تكتيك مدروس؟ (فيديو إرم)

 وشدد الخبير في الشؤون الروسية على أن انسحاب واشنطن من المعادلة سيعجل بانهيار أوكرانيا خلال أشهر قليلة، ما قد يؤدي إلى فقدانها أربع إلى ست مناطق، أو حتى إلى زوال كيانها السياسي بتقسيم أراضيها بين بولندا ورومانيا والمجر وروسيا، وهو احتمال قائم بقوة، على حد تعبيره.

وقال إن أوكرانيا إن لم ترفع الأعلام البيضاء، فإنها قد تخسر "أوكرانيتها" بالكامل، مشيرا إلى أن نوعية الأسلحة الأوروبية غير كافية لمواجهة روسيا، وأن غياب التعاون الاستخباراتي الأميركي سيُضعف قدرة كييف على توجيه ضربات فعّالة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC