قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
في خطوة وُصفت بأنها قد تفتح فصلًا جديدًا في الصراع المستعر منذ أكثر من عامين، أعلنت وسائل إعلام روسية رسمية، أن القوات الروسية بسطت سيطرتها على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط الشرقي لأوكرانيا.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب نجاح القوات الروسية في السيطرة على نحو 950 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية خلال شهرين فقط، وسط غياب تأكيدات رسمية من كييف أو وزارة الدفاع الروسية بشأن هذه التطورات.
وتشير خريطة "ديب ستيت" الأوكرانية إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على مساحة تبلغ 113 ألفًا و588 كيلومترًا مربعًا من أوكرانيا، بزيادة قدرها 943 كيلومترًا مربعًا خلال شهرين، حتى نهاية يونيو/ حزيران، بحسب بيانات وكالة "رويترز".
ورغم تأكيد موسكو استعدادها لخوض محادثات سلام مشروطة، ما زالت الفجوة واسعة بين مواقف الجانبين؛ إذ تشترط روسيا انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الأربع التي تقول إنها أصبحت "جزءًا من أراضيها".
في المقابل، تعتبر كييف وحلفاؤها الأوروبيون أن هذه المطالب تعادل الاستسلام الكامل، وأن الاعتراف بسيطرة موسكو على ما يقرب من خُمس البلاد ليس مطروحًا للنقاش.
وتضم المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا حاليًا شبه جزيرة القرم، وأكثر من 99% من أراضي لوغانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك، وهو ما يضاعف التساؤلات حول مستقبل النزاع ووجهته المقبلة.
ويؤكد خبراء أن روسيا تسعى لتسريع عمليات التوغل في العمق الأوكراني لتعزيز موقفها التفاوضي، وفرض وقائع ميدانية جديدة، خاصة مع قرب الحديث عن تسويات محتملة.
ولفتوا إلى أن مقاطعة دنيبروبيتروفسك تمثل أهمية استراتيجية بالغة بسبب مواردها المعدنية ومكانتها لدى الطائفة اليهودية، ما يجعلها ورقة ضغط إضافية على إسرائيل والدول الغربية.
وأضاف الخبراء أن موسكو رغم مكاسبها العسكرية، إلا أنها تواجه تحديات استنزاف طويلة الأمد تعرقل تحقيق أهدافها الكبرى، مثل السيطرة على كييف بالكامل.
وتوقع الخبراء أن يظل التوغل الروسي محدودًا في بعض المناطق لتفادي الخسائر الثقيلة، وسط تراجع الدعم الغربي وتنامي المخاوف في أوروبا الشرقية من تمدد النزاع إلى حدودها.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د. سمير أيوب، إن وتيرة الهجمات الروسية في أوكرانيا مرشحة للاستمرار بزخم أكبر خلال الفترة المقبلة، في ظل رغبة موسكو في تعزيز موقفها التفاوضي عبر السيطرة الميدانية والضغط على كييف ومن خلفها الدول الأوروبية الداعمة لها.
وأوضح أيوب، لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تسعى إلى تحقيق مكاسب ميداينة متسارعة كلما اقترب الحديث عن مفاوضات محتملة، وذلك من خلال تعزيز وجودها العسكري وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار إلى أن مقاطعة دنيبروبيتروفسك تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لروسيا، نظرًا لاحتوائها على معادن نادرة، إضافة إلى كونها مركزًا مهمًا للطائفة اليهودية في أوكرانيا، التي تلعب دورًا اقتصاديًا مؤثرًا.
وحذر أيوب من أن موسكو لن تكتفي بالمقاطعات الأربع التي أعلنت ضمها سابقًا، بل تسعى للتوغل أكثر في مناطق استراتيجية أخرى بهدف الضغط على أوكرانيا للقبول بشروط موسكو.
وقال: "مدينة أوديسا قد تكون الوجهة المقبلة للقوات الروسية لما تمثله من أهمية استراتيجية، باعتبارها المنفذ البحري الأبرز لأوكرانيا على البحر الأسود، مما يهدد مصالح الناتو في تلك المنطقة، ويشكّل ضغطًا على دول مثل رومانيا ومولدوفا التي تمر عبرها إمدادات السلاح الغربية".
وأكد أيوب أنه كلما اشتدت العقوبات الغربية على روسيا، زادت الأخيرة إصرارًا على التوغل في العمق الأوكراني، وأن المساعدات العسكرية الغربية والعقوبات الاقتصادية لن تحدثا تغييرًا جوهريًا في موازين القوى على الأرض.
وتابع: "الموقف الروسي لا يزال قويًا وثابتًا، وموسكو مستعدة لخوض المفاوضات لكن من موقع قوة، في حين أن أي تراجع روسي الآن سيُنظر إليه كنقطة ضعف تشجع أوروبا على ممارسة مزيد من الضغوط".
من جهته، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د. نبيل رشوان، إن التوغل الروسي في أوكرانيا وصل إلى مشارف مدينة دنيبروبيتروفسك، وإن نهر دنيبرو قد يشكّل الحد الفاصل بين روسيا وأوكرانيا الجديدة في حال استمرار التصعيد العسكري.
وأكد رشوان، لـ"إرم نيوز"، أن الوصول إلى العاصمة الأوكرانية كييف لا يزال هدفًا صعب المنال بالنسبة للقوات الروسية، نظرًا للإرهاق الذي أصاب الجيش الروسي نتيجة الاستنزاف الطويل والتحديات الميدانية التي يواجهها.
وأضاف أن أوكرانيا لا تزال تقاتل وتقاوم التقدم الروسي، إلا أنها فقدت مساحات واسعة من أراضيها لصالح موسكو، مشيرًا إلى أن كييف تعتمد بدورها على استراتيجية استنزاف للقوات الروسية عبر استهداف الأفراد والبنية التحتية.
ولفت رشوان إلى أن التدخل الروسي في دنيبروبيتروفسك سيكون محدودًا وهامشيًا تجنبًا للخسائر البشرية، في ظل حاجة موسكو إلى اعتماد سياسة "النفس الطويل"، خصوصًا مع تعثر المسار التفاوضي بعد جولتين مباشرتين من المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول.
واعتبر رشوان أن السياسة الأمريكية والغربية كانت تقوم على استغلال أوكرانيا لاستنزاف روسيا، إلا أن هذا المخطط لم ينجح بعد تراجع ملحوظ في حجم الدعم الأمريكي والغربي لكييف مؤخرًا، وهو ما أتاح لموسكو فرصة التمدد أكثر داخل الأراضي الأوكرانية.
وأشار إلى أن السيطرة الروسية الكاملة على أوكرانيا تبدو "غاية معقدة"، مستبعدًا تحققها، خاصة في ظل اعتبار دول أوروبا الشرقية أن أوكرانيا تمثل جزءًا من أمنها القومي، وهو ما يشكل خطًا أحمر يصعب تجاوزه.