مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أزاحت وثائق روسية مسربة من المجمع الصناعي العسكري، الستار عن ما يمكن وصفها بأنها "أكبر عملية تحديث" لسلاح الجو التابع للجيش الإيراني منذ عقود، حيث يتوقع أن تسلم موسكو لطهران خلال العامين المقبلين 16 مقاتلة من طراز "سو-35"، وفق ما أفاد موقع "المونيتور" الأمريكي.
وتكشف الوثائق، أن روسيا انتقلت بالفعل من مرحلة الوعد إلى مرحلة الإنتاج، حيث توجد حالياً 16 مقاتلة على خطوط التجميع الروسية بموجب عقد تصدير خاص، ومن المقرر تسليمها إلى إيران بحلول العام 2027.
ووفقاً للموقع، فإنه إذا اكتملت عملية النقل، فإنها ستمثل أكبر دفعة نوعية لأسطول القتال الإيراني القديم، وأول تحديث حقيقي للمقاتلة منذ عقود، مؤكداً أن الصفقة تؤشر إلى معالجة الخلل الذي شكل العلاقات بين روسيا وإيران في السنوات الأخيرة، حين زودت طهران موسكو بطائرات دون طيار من طراز شاهد وصواريخ قصيرة المدى أصبحت محورية في الحرب الأوكرانية، مقابل تعهد روسي بتقديم مقاتلات متقدمة ولكنها بدت وكأنها تتوقف تحت ضغط العقوبات وخسائرها في زمن الحرب وتقلص محفظة صادراتها، قبل أن تكشف التسريبات الجديدة أن بوتين قرر أخيراً رد الجميل لشركائه الإيرانيين.
تُشير المراسلات المسربة، التي نُشرت لأول مرة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أن مصانع حكومية روسية تُنسِّق لبناء دفعة أولى من 16 طائرة سو-35 لتصديرها إلى القوات الجوية الإيرانية.
وعلى الجانب الصناعي، تشير الطلبات إلى أن الصفقة تتضمن الإنتاج الكامل لطائرات مقاتلة جديدة، وليس إصلاح أخرى قديمة، كما تكشف الملاحق الفنية أن جميع المعدات يجب أن تكون مُعدّة للتصدير، ومناسبة لجميع المناخات، ومعلمة ومُوثّقة باللغة الإنجليزية، باستخدام نظام القياس "الأنجلو ساكسوني" - مما يُشير إلى أنها مُخصصة لسلاح جو أجنبي وليس لوحدات روسية.
ووفق "المونيتور"، كشفت إحدى الرسائل المسربة، أن إيران قد سددت بالفعل على ثلاث دفعات خلال عام 2024، مؤكداً أنه بالنظر إلى هذه المراسلات مجتمعة، فإنها تشير إلى أن طائرات سو-35 الـ16 المخصصة لإيران قد تم تمويلها بالكامل، وأن العديد من مصانع الدفاع الروسية الكبرى تعمل بالفعل على تصنيعها، وأن موسكو تعتزم استكمال وتسليم الطائرة بحلول عام 2027، على الرغم من مطالبها التشغيلية في أوكرانيا.
من الممكن فهم توقيت هذه الحملة على أفضل وجه في ظل الصراع المستمر الذي تخوضه إيران لتحديث قوتها الجوية وتقلص بصمة روسيا في تصدير الأسلحة في الشرق الأوسط.
ويظل أسطول طهران القتالي عبارة عن خليط من المنصات القديمة التي تم الحصول عليها إما قبل الثورة الإيرانية عام 1979 أو في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية، ورغم التحديثات الدورية لأجهزة الطيران والأسلحة، تعاني الطائرات الإيرانية من نقص مزمن في قطع الغيار، ومحدودية توافقها مع الأنظمة الحديثة.
بالنسبة لإيران، فإن مجرد ضخ متواضع للمقاتلات المتقدمة من شأنه أن يضيق فجوة القدرات القائمة منذ فترة طويلة، ويشير إلى أن شراكتها الدفاعية مع روسيا تتعمق إلى ما هو أبعد من الدفاعات الجوية والمروحيات والمدربين.
وأشار الموقع، إلى التحديات التي ستجد طهران نفسها فيها، إذ إنه في أي صراع مستقبلي، ستواجه هذه الطائرة خصومًا يقودون طائرات إف-35 وإف-15 ورافال وتايفون، وجميعها مدعومة بأساطيل قوية من أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جوًا.
من الناحية الفنية، تُعدّ طائرة سو-35 تحديثًا جذريًا لطائرة سو-27 فلانكر، حيث تتميز بهيكل معزز، ونظام تحكم رقمي بالتحكم عن بُعد، وسعة وقود داخلية موسعة، ويمكنها حمل صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز R-37M، وهذا النوع من الطائرات النفاثة سيمنح إيران تغطية جوية أوسع في ظل التوترات الإقليمية.
عمليًا، يمكن لهذه المقاتلة ـ إذا ما حصلت عليها طهران ـ رصد وتهديد المتسللين على مسافات أبعد بكثير، مما يُعقّد التخطيط للطلعات الجوية الإسرائيلية أو الأمريكية المستقبلية.
وتوقع "المونيتور"، أن تواجه إيران مستقبلاً معضلة الصيانة وقطع الغيار والتحديثات، خاصة أن البلاد تبقى عرضة للعقوبات من جهة، وللاختناقات الصناعية في روسيا نفسها.
