تواصل موسكو تعزيز قدراتها الجوية بقوة، فقد سلّمت شركة الطائرات المتحدة الدفعة السادسة من مقاتلات "سو-35 إس" المتطورة إلى القوات الجوية الروسية في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ووفق تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، أصبحت هذه الطائرة المنصة المفضلة لموسكو، متفوقة على نظيرتها الجيل الخامس "سو-57" في الاستخدام الفعلي، رغم تفوق الأخيرة تقنياً.
ويعتمد الأسطول الروسي بشكل كبير على تنوّع سو-35 في العمليات فوق كييف، مما يجعل كل تسليم جديد خطوة استراتيجية حاسمة للكرملين. وفي الأول من نوفمبر، أبهرت سو-35 المتابعين في معرض نانتشانغ الجوي الصيني، إذ أدى سرب "فرسان روسيا" عروضاً جوية بمنصات محلية الصنع.
وتعود جذور "سو-35 إس"، المعروفة لدى الناتو بـ"فلانكر-إي/إم"، إلى سلسلة "سو-27" الكلاسيكية من عصر الحرب الباردة، إذ بدأ المهندسون السوفييت في الثمانينيات تصميم خليفة ينافس الطائرات الأمريكية الجيل الرابع، وأقلع النموذج الأولي "سو-27 إم" لأول مرة نهاية الثمانينيات.
وتطوّرت الطائرة إلى نسخة محسنة بشكل جذري، مدعومة بمحركات توربوفان "ساتورن AL-31F 117S" محلية الصنع، تمنحها سرعة تفوق 2.25 ماخ. تزود برادار "N035 Irbis-E" المصفوفي السلبي المتقدم، ونظام مضاد إلكتروني "L175 Khibiny-M"، بالإضافة إلى نظام استهداف بصري "OLS-35".
وشهدت الطائرة تعديلات شاملة عبر السنين، أبرزها نظام تحكم أسلحة برادار "N011 Bars" يتتبع 15 هدفاً جوياً أو أرضياً في وقت واحد، ويطلق ستة صواريخ معاً، كما بات يمكنها حمل ترسانة هائلة من صواريخ جو-جو مثل "R-27" و"Kh-29"، وجو-أرض بعيدة المدى كـ"Kh-58 UShE"، إلى جانب قنابل موجهة متنوعة: "KAB-500Kr" تلفزيونياً، و"KAB-500S-E" بالأقمار الصناعية، و"LGB-250" بالليزر، و"KAB-1500" بأنواعها.
ورغم تفوق "سو-57" النظري، فإن نقص خبرتها القتالية يحد من نشرها في أوكرانيا، مما يجعل "سو-35 إس" الخيار الأمثل لسد الفجوات الجوية، ومع هذه الدفعات الجديدة، تؤكد موسكو التزامها بطائرة متعددة المهام، قادرة على السيطرة الجوية والضربات الدقيقة، محافظة على ريادتها في سماء الصراعات الحديثة، وفق تقرير "ناشيونال إنترست".
