تشير وثائق دفاعية روسية مسربة إلى أن إيران وقعت صفقة بقيمة 6 مليارات يورو لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز سو-35 من موسكو، ومن المتوقع أن يتم التسليم بين عامي 2026 و2028، وفق ما كشفت قناة "إيران إنترناشونال".
وذكرت القناة أن التقارير التي تستند إلى بيانات موثقة من شركة Rostec Corporation المملوكة للدولة في روسيا، نشرتها مجموعة القرصنة "بلاك ميرور" عبر الإنترنت في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، إيران تحت رمز العميل "364" لحزمة من 48 مقاتلة متعددة الأدوار من طراز "سو-35".
وقالت شركة ديفينس سيكيورتي آسيا إن "الجداول المسربة تظهر أن صفقة طائرات سو-35 التي حصلت عليها إيران تقدر قيمتها بأكثر من 5-6 مليارات يورو بمجرد تضمين هيكل الطائرة الكامل وأنظمة الأسلحة".
كما أضاف التقرير أن التسريبات تضمّنت أيضًا "48 نظامًا لعرض البيانات على الزجاج الأمامي ومكونات للحرب الإلكترونية، ما يؤكد الرقم 48 طائرة المرتبط بطلب إيران".
وذكرت مدوّنة دفاعية منفصلة أن الملفات تحتوي على "أسعار مفصلة وجداول تسليم وخطط تصدير لطائرات سوخوي المقاتلة المتقدمة المخصصة لعدد من العملاء الأجانب".
وذكرت الشركة أن هذه المواد "نُشرت على الإنترنت في 3 أكتوبر/ تشرين الأول من قبل مجموعة القراصنة "بلاك ميرور"، التي تزعم أنها تمكنت من الوصول إلى أكثر من 300 وثيقة داخلية من أنظمة شركة روس تك".
وتوضح جداول التصدير المسرّبة جدولًا زمنيًا يمتد لعدة سنوات، مع شحنات من الأجهزة الإلكترونية للطيران وأنظمة الحرب الإلكترونية للطائرات الإيرانية بين 2024 و2026. ومن المتوقع أن يتم تسليم الطائرات بالكامل في الفترة من 2026 إلى 2028.
وكتبت شركة ديفينس سيكيورتي آسيا أن التسريب "يشير إلى أن روسيا قد تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد تسليم الصادرات، حيث تقدم تجميعًا شبه كامل في إيران من خلال شريك محلي في مجال الطيران والفضاء، ربما تحت إشراف منظمة صناعات الطيران الإيرانية".
وتشير تفاصيل غير مؤكدة في نفس الشريحة إلى أن فنيين روس من شركتي سوخوي وكريت متمركزون في إيران منذ أوائل عام 2024 للإشراف على استعدادات التجميع.
وقال المنفذ إن "هذا الترتيب قد يسمح لإيران بتجميع 48 إلى 72 وحدة على مدى عدة سنوات، ما يؤدي إلى إنشاء أول خط إنتاج مقاتلات من الجيل الرابع محلي الصنع تقريبًا منذ سبعينيات القرن الماضي".
وناقش المسؤولون الإيرانيون مؤخرًا وصول الطائرات الروسية، إذ صرّح النائب أبو الفضل زهروند في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بأن طائرات ميغ-29 الروسية دخلت إيران بالفعل، كحلٍّ قصير الأمد، مضيفًا أنه "للحلول طويلة الأمد، ستدخل طائرات سو-35 تدريجيًا"، وقال أيضًا إن "نظام HQ-9 يدخل حيز التنفيذ بشكل كبير وكذلك نظام S-400".
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قال النائب فدا حسين مالكي إن هيئة الأركان العامة الإيرانية "تسعى لشراء أنظمة دفاع جوي من الصين وروسيا".
وأعرب بعض كبار المسؤولين عن تشكيكهم في التزام روسيا، إذ صرّح محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، بأن موسكو "كانت مستعدة لبيع أنظمة إس-400 لتركيا، العضو في حلف الناتو، لكنها لم تُسلّمها لإيران بعد".
وأضاف أن "روسيا لديها ميل خاص تجاه إسرائيل، ومنذ فترة طويلة كان هناك حديث عن شراء طائرات سو-35، في حين أن روسيا بنت نماذج أعلى، ولكن حتى هذا لا تقدمه لنا" بحسب تعبيره.
أما صحيفة "فرهيختيجان" المحافظة، فذكرت أن وزير الخارجية عباس عراقجي حمل مؤخرًا "رسالة شديدة" من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس فلاديمير بوتين بشأن أداء موسكو خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
إذا كانت ملفات روستيك المسربة حقيقية، فإن صفقة سو-35 ستمثل أكبر عملية شراء عسكرية لطهران منذ عقود، ما يزيد من اعتمادها الاستراتيجي على روسيا، بحسب تقرير "إيران إنترناشونال".
