كشفت اعتقالات أمنية نفذتها السلطات الإسرائيلية، خلال الأيام الأخيرة، عن شبكة تجسس واسعة يُشتبه في إدارتها من قبل الاستخبارات الإيرانية، بحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وجرى من خلال هذه الشبكات تجنيد شبان إسرائيليين لتنفيذ مهام أمنية خطيرة، من بينها جمع معلومات استخباراتية، ورصد مواقع حساسة، وحتى التخطيط لعمليات اغتيال، وذلك بعد أيام فقط من سريان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت يخيم فيه هدوء نسبي على الأوضاع العسكرية عقب وساطة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن الحرب الخفية بين الطرفين ما زالت مستعرة على جبهة التجسس والعمليات الاستخباراتية.
ومن بين أبرز القضايا التي تم الكشف عنها، اعتقال شابين من مدينة طبريا في شمال إسرائيل، هما يوني سيغال (18 عامًا) وعُمري مزراحي (20 عامًا)، بتهمة التواصل مع عميل إيراني، وعرض خدماتهما مقابل مبالغ مالية لتنفيذ عملية اغتيال ضد إسرائيلي لم يتم الكشف عن هويته، يُعتقد أنه عالم في مجال حساس.
وبحسب التحقيقات، كان من المقرر نقل الشابين إلى دولة ثالثة لتلقي تدريبات قبل تنفيذ المهمة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذه القضية تأتي بعد أيام من استهداف معهد "وايزمان" العلمي في تل أبيب بصاروخ إيراني، وهو الهجوم الذي خلّف أضرارًا مادية كبيرة.
وترجّح التحقيقات الأمنية أن المعهد، وغيره من المنشآت الإسرائيلية، خضعت لعمليات استطلاع ميداني سابق من قبل عملاء على الأرض.
في قضية أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال شاب من غور الأردن، ضبطت بحوزته قنبلة يدوية قال إنه تسلّمها بهدف استخدامها في هجوم ضد إسرائيلي.
كما اعترف بتصوير اعتراض صواريخ إيرانية من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بطلب من جهة خارجية.
وبحسب جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، فقد باتت المخابرات الإيرانية تعتمد بشكل متزايد على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تطبيق "تليغرام"، لاستقطاب شباب إسرائيليين من خلال إعلانات مغرية تتحدث عن "وظائف سرية" و"رواتب مجزية" و"مهام خاصة ومثيرة".
وبمجرد استجابتهم، يتم توجيههم إلى جهات اتصال تتكفل بتجنيدهم وتكليفهم بمهام تبدو بسيطة في البداية، مثل تصوير منشآت حكومية أو كتابة شعارات مناهضة للحكومة.
من بين هذه الحالات، كشفت السلطات عن اعتقال الشاب روي مزراحي في أبريل/نيسان الماضي، فقد وُجهت له تهمة التخطيط لاغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.
ووفق بيان الشرطة، تلقى مزراحي أوامر من عميل يُدعى "أليكس" لتصوير مقر الشاباك أولاً، ثم تثبيت كاميرات مراقبة قرب منزل الوزير السابق، قبل أن يُطلب منه تنفيذ عملية تفجير في الموقع ذاته، مقابل مبلغ يصل إلى مليون دولار، لم يُدفع له مقدمًا.
وفي سياق مشابه، اعتقل ثلاثة شبان آخرين بشبهة التجسس لمصلحة إيران، من بينهم من يُشتبه في أنه قدم معلومات عن "أميت يارديني"، خطيبة نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما اتُّهم آخرون بتصوير مواقع عسكرية وأمنية أو كتابة شعارات مناهضة للحكومة على جدران في تل أبيب.
