logo
العالم

اتهام فرنسييْن بالتجسس لإسرائيل يُفاقم توتر علاقات طهران وباريس

اتهام فرنسييْن بالتجسس لإسرائيل يُفاقم توتر علاقات طهران وباريس
سيسيل كوهلر وجاك باريسالمصدر: (أ ف ب)
03 يوليو 2025، 12:44 م

في خطوة أثارت موجة من القلق في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، وجهت السلطات الإيرانية تهمًا خطيرة إلى الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باريس، المحتجزين في طهران منذ أكثر من 3 سنوات، تشمل "التجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي"، و"التآمر لقلب النظام"، و"الإفساد في الأرض"، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.

واعتبر خبراء فرنسيون متخصصون في السياسات الشرق أوسطية والعلاقات الفرنسية أن هذه الخطوة ليست فقط تصعيدًا قانونيًا، بل رسالة سياسية مزدوجة لإسرائيل وفرنسا على حد سواء، كما رأى الخبراء أنها بمثابة ابتزاز لفرنسا.

أزمة متصاعدة: إيران تتهم فرنسيين بالتجسس لصالح الموساد

واتهمت إيران رسميًا الفرنسيَين المحتجزين بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، والتآمر لقلب النظام، ونشر الفساد في الأرض، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية غربية ومقربين من المعتقلَين.

وحتى وقت قريب، كانت طهران تشير إلى وجود تهم تتعلق بالتجسس ضدهما، لكنها لم تُفصح سابقًا عن الجهة المستفيدة من "تجسسهما"، قبل أن تُعلن الآن اتهامات مباشرة بالتعامل مع إسرائيل.

وقالت نومي كوهلر، شقيقة سيسيل، إن الأسرة علمت بأن قاضياً إيرانيًا ثبت التهم الثلاث خلال جلسة مغلقة. وأشارت إلى أن الأسرة لا تعلم تاريخ الجلسة ولا تفاصيلها، مؤكدة أن المعتقلَين لا يزالان محرومَين من الاتصال بمحامين مستقلين.

واعتبر الباحث الفرنسي جان مارك روشفور، المتخصص في العلاقات الإيرانية الفرنسية، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هذه الخطوة من طهران تهدف إلى الضغط السياسي أكثر من أنها إجراء قانوني مبرر.

وقال روشفور إن "اتهام مواطنين فرنسيين بالتجسس لصالح إسرائيل يندرج ضمن استراتيجية الردع والابتزاز الدبلوماسي، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران".

أخبار ذات علاقة

حارس أمن أمام إحدى المنشآت النووية في إيران

"تخالف القانون الدولي".. فرنسا تنتقد ضربات إسرائيل وأمريكا لإيران

 كما أكد الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط والشأن الفرنسي توما لامبرت أن هذه القضية تختبر قدرة فرنسا على حماية رعاياها أمام تعقيدات السياسة الإيرانية. 

وأضاف أن "فرنسا تجد نفسها عالقة بين الدفاع عن مواطنيها والحرص على عدم الانجرار إلى أزمة مفتوحة مع طهران، خاصةً في سياق التوتر النووي والعقوبات الغربية، لكن اتهامهما بالتجسس لصالح إسرائيل، تحديدًا، يُعقّد المشهد، لأنه يضرب عصبًا حساسًا لدى النظام الإيراني".

ردود فعل رسمية فرنسية

وردًا على الاتهامات، أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية أن هذه الاتهامات "عارية تمامًا عن الصحة"، وأن كوهلر وباريس بريئان ولم يُبلغ الجانب الفرنسي بأي حكم صادر بحقهما حتى الآن. كما شددت الخارجية الفرنسية على ضرورة السماح لهما بالحصول على محامين مستقلين فورًا، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

الغموض يلف مصيرهما بعد ضربة سجن إيفين

وكان القلق قد تصاعد في الأسابيع الأخيرة بعد الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت سجن "إيفين" في طهران، حيث يُعتقد أن المعتقلين محتجزان، فيما أعلنت فرنسا مؤخرًا أن دبلوماسيًا فرنسيًا تمكّن من زيارتهما مؤخرًا، مما يُعدّ "دليل حياة" طال انتظاره من عائلتيهما".

لكن نومي كوهلر حذرت من أن هذه المعلومات "لا تزال تأتي من الطرف الإيراني فقط، وهو ما لا يعد ضمانة موثوقة"، لافتة إلى أن آخر اتصال هاتفي مع شقيقتها كان في 28 مايو الماضي، ولم يُعرف أي شيء عنهما منذ ذلك الحين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC