ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
بنقاشات جدية ابتعدت عن التمنيات بدأ فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسم سيناريوهات لنهاية حكم نيكولاس مادورو في فنزويلا، تشمل دراسة: "كيف نتخلص من الديكتاتور ومن يحكم بعده؟".
وكشفت مصادر رفيعة لموقع "بوليتيكو" أن أحد السيناريوهات المطروحة بقوة هو منح مادورو وأركان نظامه "ممرًا آمنًا" إلى المنفى.
أما عن الوجهات المحتملة، أكدت المصادر أنها تشمل تركيا، روسيا، وأذربيجان، أو حتى كوبا، على حد قولها.
من ضمن السيناريوهات الأخرى الأكثر حدة للتعامل مع مادورو بحسب مصادر الموقع: اعتقاله ونقله جوًا إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم "الإرهاب المتعلق بالمخدرات" التي وجهتها له وزارة العدل الأمريكية منذ سنوات.
ووفق المصادر، فإن كبار القادة في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية، اجتمعوا لرسم خريطة "ما بعد مادورو"، ناقشوا فيها: أي عقوبات تُرفع فورًا وأيها يبقى للضغط؟ وكيف يُشرك صندوق النقد والبنك الدوليين في إنقاذ اقتصاد مدمر؟ ومن يحمي الحكومة الجديدة في الأيام الأولى الفوضوية؟
وذكرت أن المعارضة الفنزويلية بقيادة ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو غونزاليس ـ الرجل الذي تعتبره واشنطن الرئيس الشرعي ـ ليست طرفًا فعليًا في هذا التخطيط.
وأكدت أن "التواصل موجود، لكن القرارات الكبرى تُتخذ في واشنطن بعيدًا عن كراكاس".
وأضاف أحد المصادر "سيكون من الحكمة لماتشادو ونوابها التحضير للحظة يلتفت فيها الأمريكيون إليهم، بما يشمل توفير أسماء لتعيينها في مناصب رئيسية، بما في ذلك في القوات المسلحة الفنزويلية".
وتابع "طمأنني دافيد سمولانسكي، ممثل المعارضة الفنزويلية، بأنهم سيكونون جاهزين".
وفي الأروقة الأمريكية، قال أحد كبار المسؤولين عندما سُئل عن مدى تقدم الخطة "لدينا مجموعة من المفاهيم".
ويأتي تأكيد المسؤول الأمريكي حول الخطط الموضوعة في نفس إطار ما أعلن عنه ترامب في وقت سابق بأن لديه مجموعة من الخيارات للتعامل مع المسألة.
إلا أنه وبحسب خبراء، جاء الواقع في الميدان أكثر تعقيدًا، حيث إن هناك مخاوف حقيقية من أن يترك سقوط مادورو فراغًا يستغله قائد عسكري أسوأ، أو تتحول البلاد إلى أفغانستان جديدة تسيطر عليها الكارتلات والميليشيات.
وحذر خبراء سابقون في الإدارة الأمريكية من أنه: "بدون خطة محكمة، قد يزداد تهريب المخدرات سوءًا، وتُهدر كل الجهود".
حول هذه التحذيرات، نقل تقرير "بوليتيكو" عن كاري فيليبيتي، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية والتي تعاملت مع فنزويلا في الإدارة الأولى لترامب، قولها "هذه التحذيرات حقيقية وتأتي من خبراء يرون في الفراغ السياسي المحتمل قنبلة موقوتة، حيث يمكن أن تتحول فنزويلا إلى مركز للجريمة المنظمة أكبر، مما يعرقل الجهود الأمريكية في مكافحة المخدرات ويُهدد الأمن الإقليمي".
رسمياً، يصر البيت الأبيض ووزارة الخارجية على أن العمليات الأمريكية "تهدف فقط إلى مكافحة كارتلات المخدرات، وليست موجهة لتغيير النظام".
ولكن مع وجود حاملة طائرات عملاقة و15 ألف جندي أمريكي في الكاريبي، وعمليات الـ "سي آي إيه" السرية داخل فنزويلا، يثبتان أمراً آخر، بحسب ما يراه الخبراء.
وقالت المصادر الأمريكية هنا إن "ترامب يكره مادورو منذ سنوات. دمر بلدًا كان يسبح على بحر من النفط. والآن، مع عودته إلى البيت الأبيض، يبدو مصممًا أكثر من أي وقت على إنهاء القصة".
ورغم تأكيدات المصادر للخطط، نقل الموقع عن المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيغوت قوله، إن "الولايات المتحدة مشاركة في عملية مكافحة كارتلات المخدرات، وأي ادعاء بأننا نركز على أي شيء آخر غير هذه الجهود المستهدفة هو كاذب تمامًا".
ورغم نفي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أكدت مصادر الموقع أن "معظم مسؤولي الوزارة تم إقصاؤهم من الأساس عن أي نقاشات حول فنزويلا".
ويخشى بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين وآخرين الذين يدرسون الوضع في فنزويلا من أن الإدارة متأخرة في تخطيط مرحلة ما بعد مادورو، وأن الوزارات والوكالات الأمريكية المختلفة لا تتحدث حقًا إلى بعضها، وأن عددًا غير كافٍ من الموظفين المدنيين ذوي الخبرة قد استُشير.
ويشير مراقبون هنا، إلى أنه من الممكن، في النهاية، أن يسقط مادورو ويُخلفه شخص أكثر معاداة لأمريكا أو فسادًا، حتى إذا كان الخيار الجديد أحد مساعديه من الذين قد ينقلبون عليه.