إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
أثار امتناع روسيا عن تقديم الدعم لإيران خلال جولة التصعيد مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مخاوف لدى حلفاء موسكو في الساحل الإفريقي على غرار مالي وبوركينا فاسو، من أن تتخلَّى عنهم الحكومة الروسية التي تقدم لهم دعماً أمنياً وعسكرياً في مواجهة الجماعات المسلحة.
وكثف قادة الساحل الأفريقي، أبرزهم الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، ونظيره المالي، الجنرال آسيمي غويتا، من زياراتهم إلى روسيا في مسعى للحصول على المزيد من الدعم في مواجهة الاضطرابات الأمنية المتزايدة في المنطقة، حيث تشن الجماعات المسلحة هجمات دموية هناك.
مخاوف صامتة
وشهدت دول الساحل الأفريقي موجة من الانقلابات العسكرية قبل سنوات، أدت إلى ظهور قادة جدد مناهضين للغرب مقابل تحالف وثيق مع روسيا من خلال الاستعانة بمرتزقة فاغنر، ومدربين، ومستشارين عسكريين تابعين لوزارة الدفاع الروسية.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول: "بالفعل، هناك مخاوف صامتة لدى الأفارقة سواء بمنطقة الساحل أو جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تخلّت روسيا عن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبل أشهر، والآن تخلت موسكو عن طهران، ولم تقدم أي دعم ملموس وهو أمر يشرعن مخاوف الأفارقة في الواقع".
وأضاف ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "ثقة الأفارقة تجاه روسيا اهتزّت بشكل كبير، لكن ما يجعلهم يمتنعون عن التصعيد معها أو المطالبة برحيل قواتها هو أنه ليس لديهم حلفاء جدد قادرين على التعامل معهم باحترام، وأن يدعموهم بوجه العقوبات الدولية والإقليمية مثل تلك التي شنتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)".
وشدّد على أن "الأفارقة يعانون من مأزق حقيقي، حيث تتلقى قواتهم العسكرية والأمنية وحتى المدنيين خسائر فادحة في ظل هجمات لجماعات متطرفة مثل نصرة الإسلام والمسلمين، وداعش، وهو الذي يدفعهم بالفعل إلى التمسك بالشراكة مع موسكو".
المجالس العسكرية أمام تحدٍ
وتجدر الإشارة إلى أنّ روسيا تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع دول الساحل الأفريقي من خلال تقديم دعم ومساعدة عسكرية واقتصادية وفي مجالات مثل اليورانيوم، حيث أعلنت هذه الأيام عن إنشاء محطات نووية سلمية في المنطقة.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "المخاوف التي أعرب عنها الكثير من الأفارقة تضع المجالس العسكرية أمام تحدٍ صعب، خاصة أن هذه المخاوف قد تتحول إلى مطالبات علنية بالتخلي عن التحالف مع روسيا".
وبين كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "المجالس العسكرية وقتها ستكون مجبرة إما على تحدّي إرادة شعوبها والإبقاء على تحالفها مع روسيا، أو التخلي عن هذا التحالف والتحدي وقتها سيكون أصعب؛ إما استعادة الشراكات مع الغرب وفي مقدمته فرنسا أو البحث عن حلفاء جدد يصعب إيجادهم، خاصة أن الوضع في الساحل يجعل أي دولة تعتزم التدخل عسكرياً هناك تحسب حساباتها قبل القيام بذلك".