مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
تطورت الاتصالات السورية الإسرائيلية، بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وكان لنتائج الحرب الإيرانية الإسرائيلية إسقاطات عديدة على شكل ومستقبل العلاقات بين دمشق وتل أبيب.
ولا يستبعد المسؤولون والمراقبون من الجانبين أن تنتهي تلك الاتصالات بـ"التطبيع" قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو أقرب من ذلك.
وتوقع خبير الشؤون السورية بجامعة حيفا، أمازيا برعام، خلال تصريحات لصحيفة معاريف العبرية، أن الحدود السورية المؤقتة مع إسرائيل ستكون هادئة لسنوات مقبلة، انطلاقًا من الاستنتاجات التي توصل إليها الرئيس السوري أحمد الشرع من حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، والتي كانت تمر فيها المقاتلات الإسرائيلية من أجوائه لتضرب طهران.
ووفق رؤية المحلل الإسرائيلي، فإنه من مصلحة الشرع أن تضرب إسرائيل إيران بكل قوة، حتى أنه لو كان يملك إمكانية استهداف الطيران الإسرائيلي ما كان سيفعل.
وبين برعام أن كل ضربة لإيران تُضعف نظام أكبر منافس إستراتيجي لدمشق، وبعيدًا عن المصلحة الجيوسياسية الواضحة، حققت العملية العسكرية الإسرائيلية السريعة ضد إيران فائدة للشرع في محورين حاسمين، الجوي والمخابراتي، بما في ذلك التحليل الإسرائيلي من لهجة تهديدية للشرع.
وبحسب برعام، فإن إسرائيل حافظت على وجود جوي مستمر فوق الأراضي الإيرانية لمدة 12 يومًا، دون انقطاع تقريبًا، على مسافة تقارب 2000 كيلومتر.
وفيما يتعلق المحور الثاني بالقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، وفق برعام، إذ أظهرت العملية قدرة إسرائيل على توجيه ضربات دقيقة وعميقة في قلب الأراضي المستهدفة.
وواصل المحلل الإسرائيلي مبالغاته في الوصف العملياتي للاستهداف الإسرائيلي للعلماء والقيادات الإيرانية، والإسقاط السوري على هذا النحو، حيث يقول إن الصواريخ والمسيّرات الإسرائيلية تصل إلى داخل شقق القيادات والعلماء الإيرانيين على بُعد نحو 1500كيلومتر.
ويعلّق برعام: "لعل الشرع واثق، الآن، من أن إسرائيل قادرة على الوصول له في أي وقت، وبالتالي من الأفضل ألا يتورط ضدها".
واستنتج أنه "لن تكون هناك مواجهة بين الشرع وإسرائيل ، فهو ليس فلسطينيًا. لم ننتزع منه ما يعتقد أنه وطنه التاريخي، ولا انتزعنا منه الجولان كما فعلنا مع نظام الأسد"، مدعيًا أن "الجولان ليست سببًا كافيًا لصراع دموي، بل اعترفت عائلة الأسد، بالفعل أن الجولان ملك لإسرائيل، لأنها لم تحاول استعادتها بعد العام 1973.
ووفق التصور الإسرائيلي، فالشرع ممتن لإسرائيل لأنها أضعفت له إيران، التي كانت تتطلع لإعادة سوريا لنفوذها بعد الخروج عن دائرتها، لكن برعام يسجل قلقه من القوميين والمتشددين في سوريا، الذين يحرضون الشرع على الدخول في مواجهة مع إسرائيل.
علاوة على ذلك، أظهرت العملية الإسرائيلية للشرع أن إسرائيل تردع بقوة الميليشيات الشيعية في العراق وجنوب لبنان، وهما عدوان طبيعيان لها، وفق برعام.
وقال إن الشرع يرى أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق وجنوب لبنان لم تفعل شيئًا خلال أيام الحرب الإثني عشر، مع أن إيران أنشأتهم أساسًا ليوم كهذا.
ودعا برعام الرئيس السوري لإقناع أنصاره، وبعضهم لا يزال متشددين سنة، بمواصلة الحفاظ على الاستقرار على الأقل، إن لم يكن التعاون، على خطوط التماس مع إسرائيل، بعد كل ما تحقق.
وعمليًا، عززت العملية الإسرائيلية، المصممة لتدمير قدرات إيران النووية والصاروخية وردعها وحلفائها، النظام السوري الجديد، وأرست أسسًا للتعاون غير المباشر بين إسرائيل وسوريا.
ويُمثل هذا تحسنًا في ميزان القوى الإقليمي، وقد يؤثر على الشرق الأوسط لسنوات مقبلة، وفق تصور المحلل الإسرائيلي.
ويبدو أن السوريين يسيرون في الطريق الذي تحدث عنه المحلل الإسرائيلي، حيث كشف مسؤولون سوريون كبار لم يذكروا أسماءهم لهيئة البث العبرية، بأن حوارًا مباشرًا مع إسرائيل يُجرى، يوميًا، خلال الأيام الأخيرة، ولم يتوقف خلال الحرب.
وصرح مصدر سوري مطلع، لم يذكر اسمه، لقناة "كان"، أن دمشق لا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقبل نحو أسبوع، نشرت قناة "كان" خبرًا يفيد بأن سوريا، وإن لم ترغب في التدخل في الحرب بين إسرائيل وإيران، لم تعترض على إحباط إسرائيل لهجمات إيرانية في الأجواء السورية، وهو ما حدث بالفعل.
وتشير القناة العبرية إلى أن دمشق لم تُدِن الهجوم الإسرائيلي على إيران إطلاقًا ، لكنها أدانت بشدة الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب من الأمريكيين التوسط في المفاوضات مع سوريا، وفق ما ذكره الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد على موقعي "واللا" العبري، و"أكسيوس" الأمريكي.
كما أفادت التقارير العبرية بأن نتنياهو مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية كنقطة وسط في الطريق إلى اتفاق سلام شامل، بحسب مصدر إسرائيلي رفيع المستوى.
وأكد مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس"، أن تل أبيب فتحت محادثات مع الحكومة السورية ، بدأت بشكل غير مباشر من خلال مراسلات عبر دول أخرى، ثم بشكل مباشر عبر لقاءات سرية في دول أجنبية.
ويتزامن ذلك مع عمليات عسكرية إسرائيلية تتم خلال الأيام الأخيرة، ضد ما تقول تل أبيب إنهم مقاتلون أجانب في سوريا.