كشف مصدر عسكري مقرَّب من الفصائل في الجنوب السوري أن قوات إسرائيلية صادرت فجر السبت أسلحة تابعة للطائفة الدرزية في قرية قلعة جندل في جنوب غرب البلاد.
وقال المصدر لـ"إرم نيوز" شريطة عدم كشف هويته، إن "القوات الإسرائيلية اعتادت الدخول بشكل دوري إلى قرى جبل الشيخ وتسيير دورياتها والتحدث مع سكانها".
وأضاف أن "دخول القوات الإسرائيلية هذه المرة كان مختلفًا عن السابق؛ حيث توجهت مباشرةً إلى مستودعات الأسلحة التابعة للدروز وصادرتها بالكامل".
ولفت المصدر إلى أن الأسلحة المصادرة شملت "صواريخ تاو وكونكورس، وأسلحة مضادة للدروع، وأسلحة متوسطة (عياري 14.5 ملم و23 ملم)، وقذائف هاون، دون أن تترك طلقة واحدة في المستودعات".
وأوضح أن قرية قلعة جندل تبعد عن مركز مدينة قطنا نحو 7 كيلومترات، وتُعد من أعلى القرى في المنطقة؛ كما أنها قريبة من الحدود اللبنانية، وتقع بين سوريا ولبنان.
واعتبر المصدر أن "هذا التحرك يشكّل تحولًا لافتًا؛ خاصةً في هذا الظرف الحساس، حيث دخلت القوات الإسرائيلية ونزعت سلاح الدروز المتوسط والثقيل في منطقة جبل الشيخ؛ في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا مستمرًا منذ 20 يومًا، بينما يعمل الوجهاء على تهدئة الأوضاع".
وأشار إلى أن "الدروز يرون أنفسهم في موقف دفاعي، ويعتبرون أن كل طلقة سلاح ضرورية تحسّبًا لأي فلتان أمني محتمل".
وذكر المصدر أن "أهالي قرية قلعة جندل اتفقوا على التكتم على الأمر لتجنّب إثارة أي ردود فعل؛ ما يجعل من هذه الخطوة نقطة تحوّل مهمة تُثير تساؤلات عديدة حول أسبابها والجهات المستفيدة منها".
وشرح المصدر عدة سيناريوهات قد تفسّر ما حدث؛ منها خشية إسرائيل من وصول السلاح إلى حزب الله، رغم أن الحزب لا يستطيع الوصول إلى القرية المرتفعة؛ أو وجود اتفاق مع حكومة دمشق لنزع سلاح الدروز – وإن لم توجد أدلة واضحة على ذلك – أو أن الهدف هو إضعاف خط تهريب المخدرات وفرض الأمن؛ خاصةً أن أغلب هذه الأسلحة كانت بحوزة مهربين استولوا عليها خلال فترة انهيار الدولة.
وقال المصدر إن "هذه السيناريوهات هي مجرد روايات يرددها سكان المنطقة؛ إلا أن الأسباب الحقيقية، حسب رأيه، تكمن في أن القوات الإسرائيلية عطّلت صواعق الصواريخ وصادرت باقي الأسلحة لمنع تهريبها إلى لبنان من قِبل المهربين الذين يملكون تلك المستودعات ويبيعون الأسلحة لحزب الله".
وأضاف أن "إسرائيل سبق أن ضربت قافلتين للأسلحة كانتا معدّتَين للتهريب إلى لبنان؛ حيث تم استخدام المواشي كغطاء للتمويه؛ ولذلك، وبعد العملية الأخيرة، تم تأمين المنطقة ومنع أي محاولة تهريب جديدة".
وفي ختام حديثه، قال المصدر إن "قرية قلعة جندل تقع في ريف دمشق الغربي؛ وهي ثاني قرية بعد بلدة عيسم (بوابة جبل الشيخ) جنوبي غربي دمشق؛ وتقع على الطريق القديم المؤدي إلى القنيطرة، وهي من القرى الدرزية الواقعة على حدود قرى جبل الشيخ".