ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

لماذا يسعى متطرفو "القاعدة" لخنق القلب الاقتصادي النابض لمالي؟

منجم لولو-غونكوتو في ماليالمصدر: mining

تضرر القلب الاقتصادي النابض  لـ مالي بشدة من هجمات تنظيم القاعدة، وتحديدًا منطقة كايس في جنوب غرب البلاد، التي تضمّ منجم لولو- غونكوتو، أكبر منجم ذهب في البلاد.

وأُغلق المنجم منذُ شهر كانون الثاني/يناير الماضي، بسبب نزاع مالي بين الحكومة المالية وشركة "باريك غولد" الكندية، إذ لم تستهدف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة مجمع الذهب، ولكن تعرّضت عدة مواقع أخرى في المنطقة لمداهمات.

وفي الأول من شهر آب/أغسطس الماضي، هاجم المعتدون مصنعًا، يقع على بُعد نحو 50 كيلومترًا جنوبًا، في بلدة دوغابوغو.

وكان يُعد المصنع، المملوك لشركة سوكالا، والذي تملكه الدولة المالية بنسبة 40%، والمستثمرون الصينيون بنسبة 60%، الأكبر في البلاد، بطاقة إنتاجية تبلغ 104 آلاف طن من السكر و9.6 مليون لتر من الكحول سنويًّا، وقد أُضرمت فيه النيران، واختُطِف 6 موظفين صينيين.

أخبار ذات علاقة

فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل

من التفجير إلى الحصار.. القاعدة تشن حرب استنزاف اقتصادية في مالي

ويثير مراقبون خلفيات اختيار كايس لشن حصار اقتصادي على البلاد، فقد تكررت عدة حوادث في الأشهر الأخيرة تبرز نوايا المتطرفين، وفي الأول من تموز/يوليو الماضي، هاجموا مصنع إنتاج الأسمنت التابع لشركة "دايموند سيمنت مالي إس إيه" ليتم اختطاف 3 مهاجرين هنود، وقتل شرطيين، مع إحراق المكاتب الإدارية، ودُمرت بضع مركبات لنقل الأسمنت، ومنذ ذلك الحين، سرّحت الشركة نحو 200 عامل مؤقتًا.

ويُشير خبراء اقتصاد محليون إلى أن هذه الهجمات تُؤثر بشكل خطير في الاقتصاد المالي، المُنهك أصلًا بسبب انعدام الأمن، والتضخم، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأزمة الطاقة، وإغلاق منجم الذهب لولو-غونتوكو.

وتزداد وطأة هذه الضربة قسوةً لأنها تُؤثر في المنطقة الحدودية مع السنغال، الشريك التجاري الرئيسي لمالي، ولا سيما أن قيمة المعاملات التجارية بين البلدين تجاوزت 800 مليار فرنك أفريقي، أي ما يعادل 1.2 مليار يورو، في عام 2024.

وأثّر الهجوم على مصنع "دايموند سيمنت" على قطاع البناء والأشغال العامة. ففي السابق، كان سعر طن الأسمنت نحو 152 يورو، إلا أن تعطل الإنتاج وقيود النقل أدَّيا إلى ارتفاع الأسعار، لتصل الآن إلى ما يعادل 198 يورو، في وسط البلاد.

وفي أعقاب هجوم الأول من تموز/يوليو الماضي، على مصنع دايموند سيمنت، بثّت جماعة نصرة الإسلام رسائل صوتية عبر مجموعات "واتس آب"، مُعلنةً نيتها "خنق باماكو" وحثّت المدنيين على الابتعاد عن قتالها ضد القوات المسلحة المالية.

وأعلن الجيش المالي رسميًّا للمرة الأولى منذ إعلان جماعة النصرة في الـ3 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، فرض حصار على مدينتي كايس ونيورو، وفي إحاطة صحفية للمتحدث باسم الجيش، وبيانات صحفية، وتصريحات لوسائل الإعلام الرسمية الإجراءات التي ينفذها، نافيًا بشكل قاطع وجود حصار.

وبينما يُقرّ الجيش بـ"تكثيف" العمليات ضد الجماعات المتطرفة، ولا سيما في منطقة كايس، وفقًا لبيان رسمي، فإنه يصفها بأنها "الأنفاس الأخيرة لعدوٍّ مُحاصر" و"في حالة تراجع"، وقد أصبح هذا المصطلح شائعًا منذ بداية الفترة الانتقالية قبل 5 سنوات.

أخبار ذات علاقة

جنود ماليون خلال ملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة

مالي.. "نصرة الإسلام " تسيطر على طرق رئيسية حول العاصمة

وأعلن مسلحو القاعدة يوم الأربعاء الماضي، حصارًا في كايس ونيورو، وعزمهم على منع استيراد الوقود في جميع أنحاء البلاد.

ومنذ ذلك الحين، تم اعتراض وتدمير العديد من شاحنات وحافلات الشحن، واحتجاز ركاب من كايس ونيورو وأُطلق سراح آخرين.

كما أُغلقت حركة المرور مؤقتًا على بُعد نحو 50 كيلومترًا من باماكو، وأُضرمت النيران في شاحنات صهريجية في بضع مناطق من مالي.

وتعرّض مركز شرطة موبتي للهجوم مساء السبت الماضي، كما تم استهداف مركز تدريب للجيش صباح يوم الاثنين الماضي بالقرب من سيغو، وهو المركز الذي أعلنت القاعدة السيطرة عليه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC