الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
رصد متظاهرون مشاهد لوزير مالية نيبال، بيشنو براساد باوديل، وهو يركض مذعورًا في شوارع كاتماندو، ووثقت المقاطع لحظة مطاردته وضربه على يد شباب غاضبين، ليجسّد بذلك لحظة رمزية لانهيار الجدار الفاصل بين جيل يطالب بالتغيير، ونخبة سياسية تتداعى تحت ضغط الشارع.
وبحسب قناة "إن دي تي في"، فإن الاحتجاجات التي قادها جيل "زد"، لم تعد تقتصر على مطلب رفع الحظر عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ فحتى بعد أن أعادت الحكومة تشغيل التطبيقات، عادت التظاهرات بزخم أكبر، لتكشف أن المسألة أعمق "غضب متراكم من الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، ورفض لطبقة سياسية يُنظر إليها على أنها منفصلة عن واقع الناس".
وتكشف مصادر أن الصور المتناقضة التي اجتاحت "تيك توك" — شباب يكدحون يوميًا من أجل لقمة العيش، في مقابل أبناء المسؤولين الذين يستعرضون رحلاتهم الفاخرة وسياراتهم الباهظة — كانت كافية لتغذي شرارة الانفجار.
وفي الشوارع، تحدى المتظاهرون حظر التجول، أضرموا النار في مقار حكومية، وحتى منزل رئيس الوزراء كيه. بي. شارما أولي لم يسلم من الغضب الشعبي.
ويرى مراقبون أن السقوط الأولي لم يكُن مجرد استقالة رئيس الوزراء كيه بي شارما بعد احتجاجات دامية أودت بحياة 19 شخصًا، بل كان إعلانًا عمليًا عن بداية مرحلة انتقالية قسرية فرضها جيل جديد، يرى نفسه محرومًا من المستقبل، وقرر أخيرًا أن يكسر الصمت، ومعه، سقط ثلاثة وزراء آخرون في سلسلة استقالات متتالية، لم تُوقف المدّ الشعبي.
من جهته أفاد المتحدث باسم شرطة كاتماندو، شيخار خانال، بأن عدة مجموعات تجاهلت حظر التجوال اليوم الثلاثاء، وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بانتشار المحتجين في شوارع المدينة في مناطق متعددة، تزامناً مع إشعال الحرائق.
وبحسب مطّلعين فإن الصراع لم يعد بين أحزاب يسارية أو يمينية، بل بين جيل حاكم فقد شرعيته وجيل جديد يفرض حضوره في السياسة والشارع والإعلام الرقمي، كما لم يعد القمع الأمني قادرًا على كبح الاحتجاجات، بل زادها اشتعالًا، محولًا الغضب إلى طاقة جماعية غير قابلة للاحتواء.
ويمكن النظر إلى مطاردة وزير المالية في الشارع كأكثر من حادثة إحراج لمسؤول حكومي، كصورة صادمة، لكنها معبّرة: جيل كامل يعلن أن زمن الحصانة السياسية انتهى، وأن السياسيين أصبحوا وجهاً لوجه مع شعوبهم، بلا جدران ولا أسوار.