مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
يحمل تهديد إسرائيل، عبر سفيرها في الولايات المتحدة، بأن هناك مفاجأة كبرى ضد إيران خلال الأيام المقبلة، أكبر من عملية البيجر التي تمت ضد حزب الله منذ أشهر، عدة اعتبارات قد تغير واقع المواجهة القائمة بين الطرفين.
هذا التهديد قد يكون نوعا من الدعاية الإسرائيلية في إطار الحرب النفسية أو إحداث حالة من التشتت في استراتيجية المواجهة من قبل القيادة الإيرانية لغرض صرف تركيز طهران عن الحفاظ على المنشآت النووية.
وقد تعني هذه العملية الوصول إلى دائرة حماية القيادة العليا والمرشد الإيراني علي خامنئي أو تدمير منظومة الاتصالات العسكرية وقطع التواصل بين مراكز القرار والوحدات العسكرية.
وكان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحئيل لايتر، قد كشف أن بلاده تحضر مفاجآت كبيرة ضد إيران خلال الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أن العملية المرتقبة ستكون أكبر من عملية البيجر ضد حزب الله.
وقال لايتر في حديث مع شبكة ميريت ستريت الأمريكية: من المتوقع أن تقدم إسرائيل على مفاجأة في وقت لاحق من هذا الأسبوع في هجماتها على إيران، من شأنها أن تجعل عملية البيجر التي نفذها الموساد ضد حزب الله تبدو بسيطة.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، فجرت إسرائيل آلاف أجهزة النداء (البيجر) في أيدي منتسبين لحزب الله، مما خلف عشرات القتلى وآلاف الإصابات.
ويرى الخبير العسكري اللواء الدكتور محمد يوسف النور، أن ما تتحدث عنه إسرائيل من عملية أقوى من البيجر يشكل نوعا من الدعاية العسكرية والحرب النفسية في هذه المعركة؛ لأن من يريد أن ينفذ عملية أمنية كبيرة مثل ذلك، لا يعلن عنها أبدا قبل التنفيذ ويحذر عدوه من عمل كبير يحضر له.
وأوضح النور، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه بناء على الاستراتيجية الإسرائيلية المعهودة بخصوص أي استهداف أو عملية، فهي ترتب وتجهز ثم تنفذ وبعد ذلك تتبنى، ومن ثم فإن هذه التهديدات ليست سوى ممارسات ضمن الحرب النفسية المتبادلة بين الطرفين.
وأشار النور إلى "عمل كبير جدا" أنجزته إسرائيل عبر الضربة الأولى من خلال إعداد الأرضية وتهيئة العملاء وإيجاد قواعد اشتباك عملياتي داخل المدن الإيرانية والعاصمة طهران، واختراق عدد من القيادات العسكرية، "ولكنه لم يكتب له النجاح بشكل كامل".
وأوضح: استطاع الأمن الخاص والحرس الثوري استيعاب الضربة وأخذ المبادرة، ليتم بعد ذلك البدء بعمليات تفكيك الخلايا بالداخل وملاحقتها بعد أن قام المرشد الإيراني بترميم الشواغر وتعيين قيادات عسكرية بدل التي تم اغتيالها.
وتابع أنه وسط هذه التطورات، ليس من التدبير العسكري والأمني الصحيح أن يكون الإعلان عن عملية قبل التنفيذ، مما يوضح أن الأمر يأتي فقط ضمن حرب نفسية إسرائيلية، توقيتها هو الأهم حاليا.
وذكر النور أن دولة مثل إيران، في حالة الحرب، من المؤكد أن لديها خطط اتصالات بديلة وقائمة بالفعل يتم تفعيلها في حال حدوث أي ارتباك في التواصل، وأيضا منظومة حماية قصوى تمنع أي مخطط لفصل اتصالات غرف العمليات أو التحركات بين الرأس والأطراف.
وقال إنها ليست تنظيما عسكريا مثل حزب الله حتى تتعرض لما هو أقوى من عملية البيجر ووقوع انهيار أو كارثة في منظومة القيادة، إلا إذا أقدمت إسرائيل على اغتيال المرشد الأعلى، فربما حينها نقول إنها أعادت الكرة مرة أخرى كما فعلت مع حسن نصر الله.
ويعتقد النور أن الهدف من الحديث عن عملية على طريقة البيجر ولكن أقوى منها، هو إحداث حالة من التشتت في استراتيجية المواجهة من قبل القيادة الإيرانية لصرف أنظار واهتمام طهران عن حماية المنشآت النووية.
ومن جهته قال الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، إن الحرب القائمة تعتمد بقدر كبير على مدى تواصل مراكز القيادة العليا والعامة والعسكرية ووجود شبكات وموجات سرية تضمن عدم اختراق عمليات التواصل وغرف العمليات.
وأضاف: قد يكون الرهان الإسرائيلي على حل شيفرة قاعدة الاتصالات والوصول في هذا الصدد إلى دائرة حماية وتأمين القيادة العليا، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبين رمالي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن احتمالية تنفيذ عملية أقوى من البيجر كما تحدث سفير إسرائيل في واشنطن، قد تكون ذاهبة إلى العمل على تدمير منظومة الاتصالات العسكرية وقطع التواصل بين مراكز القرار والوحدات العسكرية ذهابا إلى شل منظومة تحكم الرادارات وتعامل شبكة الدفاع الجوي والقيام بدورها.
ولفت رمالي إلى أن إسرائيل متقدمة في أعمال الحرب الإلكترونية والتكنولوجيا العسكرية، وأن عملية البيجر كانت دليلا واضحا على ذلك.
واستدرك بالقول: يجب أن نضع في الاعتبار أن عملية مثل تلك لم تكن بإمكانيات إسرائيلية فقط ولكن بدعم استخباراتي من الغرب، وفي الصدارة أجهزة الولايات المتحدة ودول أوروبية.
وأكد رمالي أن التهديد بعملية أقوى من البيجر لا يتفق شكلا ومضمونا مع الوقت الحالي للمواجهة لعدة اعتبارات منها أن عملية مثل تلك كان مكانها ووقتها الضربة الأولى، فلو كانت إمكانياتها متاحة وتم تنفيذها لكان الوضع مغايرا تماما، ومن المؤكد أن وجود ورقة مثل هذه في يد نتنياهو لن تؤجل في مرحلة يعتبر مرور الوقت فيها لصالح طهران.
واستكمل بالقول إن الأمر الأهم أن ترامب ودولا أوروبية يعملون على وقف هذه المواجهة وعدم تحويلها إلى حرب إقليمية في ظل ظهور التعامل الإيراني بشكل أربك حسابات واشنطن قبل تل أبيب بعد أن تجاوزت طهران مرحلة الضربة الأولى الجمعة الماضية.
وأكد أنه في ظل ما يعمل عليه الرئيس الأمريكي، فلن يقبل بأن تقدم إسرائيل على عملية من الممكن أن تكون لها آثار عكسية وتحمل تماسكا إيرانيا داخليا يخلق من النظام بطلا في الداخل والخارج أيضا.