logo
العالم

من الرؤوس النووية إلى المفاعلات.. مشروع أمريكي يعيد تدوير البلوتونيوم

من الرؤوس النووية إلى المفاعلات.. مشروع أمريكي يعيد تدوير البلوتونيوم
موقع تابع لوزارة الطاقة الأمريكيةالمصدر: رويترز
23 أغسطس 2025، 8:43 ص

تخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب لاستخدام نحو 20 طناً مترياً من البلوتونيوم المستخرج من الرؤوس الحربية  النووية المفككة كوقود محتمل لمفاعلات الطاقة الجديدة، وفقاً لمصدر مطلع ومذكرة مسودة تحدد ملامح الخطة.

ووفقًا لـ"رويترز" لم يُستخدم البلوتونيوم سابقاً في المفاعلات التجارية الأمريكية سوى في تجارب قصيرة الأمد. 

وتأتي الخطة الحالية استكمالاً لأمر تنفيذي وقّعه ترامب في مايو/أيار الماضي، يقضي بوقف جزء كبير من برنامج التخلص من فائض البلوتونيوم وتحويله بدلاً من ذلك إلى وقود للتقنيات النووية المتقدمة.

أخبار ذات علاقة

بوتين أثناء وصوله إلى ساروف

بوتين: علماء الطاقة النووية بنوا درعاً نووياً قوياً لروسيا

ووفقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، تعتزم وزارة الطاقة الأمريكية الإعلان خلال الأيام المقبلة عن طلب مقترحات من قطاع الطاقة. 

وأوضح أن الخطة لا تزال في مراحلها الأولى وقد تتغير تفاصيلها النهائية مع استمرار المناقشات.

وتُشير المذكرة إلى أن البلوتونيوم سيُقدّم للقطاع الصناعي مجاناً أو بتكلفة زهيدة، على أن تتحمل الشركات تكاليف النقل والتصميم والبناء وتشغيل المنشآت المرخّصة من وزارة الطاقة لإعادة التدوير والمعالجة والتصنيع.

اتفاقات سابقة وتفاصيل جديدة

تكشف الوثائق هذه المرة، تفاصيل لم تُعلن سابقاً عن حجم البلوتونيوم ومسؤوليات الصناعة والجدول الزمني المحتمل. 

ويأتي ذلك في وقت تمتلك فيه الولايات المتحدة 34 طناً مترياً من "البلوتونيوم" الصالح للأسلحة، كانت قد التزمت بالتخلص منه بموجب اتفاقية حظر الانتشار النووي مع روسيا عام 2000.

من جهتها، لم تؤكد أو تنفِ وزارة الطاقة الأمريكية تقرير "رويترز"، مكتفية بالقول إنها "تقوم بتقييم مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لبناء وتعزيز سلاسل التوريد المحلية للوقود النووي، بما في ذلك البلوتونيوم"، تماشياً مع أوامر ترامب.

أخبار ذات علاقة

عباس عراقجي

إيران تعود إلى الطاولة.. مباحثات نووية "حساسة" تحت تهديد العقوبات

وجاءت هذه الخطوة بينما تعتبر إدارة ترامب تعزيز صناعة الطاقة الأمريكية أولوية سياسية، خاصة مع ارتفاع الطلب على الكهرباء لأول مرة منذ عقدين بسبب الطفرة في مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

مخاوف وانتقادات

لكن أثارت فكرة استخدام البلوتونيوم، قلق خبراء السلامة النووية، مشيرين إلى فشل مشاريع سابقة. 

ففي إطار اتفاقية عام 2000، كان من المقرر تحويل البلوتونيوم إلى وقود "أوكسيد مختلط" (MOX) لتشغيل المفاعلات النووية، إلا أن إدارة ترامب الأولى ألغت المشروع عام 2018 بعدما قُدرت تكلفته بأكثر من 50 مليار دولار.

وأشار التقرير إلى أن البلوتونيوم محفوظ حاليا في منشآت محصنة جدا، وله عمر نصف طويل (24 ألف عام) ويحتاج إلى التعامل بحذر شديد، وكان البرنامج الحالي يخطط للتخلص من البلوتونيوم بدفنه في موقع تخزين تجريبي بتكلفة قد تصل إلى 20 مليار دولار.

أخبار ذات علاقة

قبل نهاية "مهلة أغسطس"... هل تنهار الدبلوماسية النووية مع إيران؟

"مهلة أغسطس".. مصير الاتفاق النووي "معلّق" على خيط دبلوماسي رفيع (فيديو إرم)

وفي السياق، انتقد إدوين ليمان، عالم الفيزياء النووية في اتحاد العلماء المعنيين، الخطة قائلاً: "إن محاولة تحويل هذه المادة إلى وقود للمفاعلات النووية ضرب من الجنون؛ فهذا يعني تكرار برنامج وقود الموكس الكارثي، مع الأمل في الحصول على نتيجة مختلفة".

وأضاف ليمان: "البلوتونيوم الزائد منتج نفايات خطير، وعلى وزارة الطاقة أن تلتزم بالخطة الأكثر أماناً وأقل تكلفة، وهي التخلص المباشر منه في منشآت معالجة النفايات المشعة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC