يتوقع مسؤولون عسكريون ومحللون أوكرانيون أن تشن روسيا هجومًا كاسحا هذا الصيف ضد منطقة دونيتسك بشرق البلاد، بعد فشل متوقع لعملية السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ونتجت عنه اجتماعات غير حاسمة ونتائج ملموسة قليلة.
وبحسب تقرير لـ "واشنطن بوست" فإن محللين أمريكيين أيضًا يتوقعون "الهجوم الكبير" من روسيا، بالاستناد إلى ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قدرته على كسب الحرب عسكريًّا.
ورغم أن العقوبات والخسائر الفادحة قد تُضعف تدريجيًّا قدرة روسيا على شنّ هجوم كبير، فإن آراء أمريكية تعتقد أن هذا الصيف هو "فرصة موسكو الأخيرة لشنّ هجوم كبير".
وكانت السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها أولوية بالنسبة لبوتين منذ فشله في الاستيلاء على كييف في بداية الحرب في عام 2022. وفي سبتمبر/أيلول من ذلك العام، أعلن الرئيس الروسي أن دونيتسك بأكملها، إلى جانب ثلاث مناطق أوكرانية أخرى، جزء من الاتحاد الروسي.
وبالتزامن مع الهجوم الرئيس على دونيتسك، التي تسيطر على حوالي 70% منها، يخطط الكرملين لشن هجمات أصغر على طول حدود منطقتي سومي وخاركيف شمال شرق أوكرانيا، وذلك لزيادة الضغط على القوات الأوكرانية المثقلة أصلًا على خط المواجهة، وفقًا للمحللين.
ويقول ميكولا بيليسكوف، الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، متحدثًا عن مدينتي دونيتسك اللتين تحاول روسيا السيطرة عليهما منذ ما يقرب من عام، إن خطة روسيا هي "محاولة تثبيت القوات الأوكرانية على خط المواجهة، بما في ذلك في منطقتي سومي وخاركيف، وإلا فإنها ستعطي الأولوية لبوكروفسك وكوستيانتينيفكا".
ويضيف أنه رغم أن كوستيانتينيفكا ليست على وشك الاستيلاء عليها، فإنها تُعدّ فرصة "واعدة" للروس في الوقت الحالي، إذ إن روسيا في وضع يسمح لها بمهاجمتها من ثلاثة اتجاهات مختلفة.
وتوقع محللون صيف العام الماضي سقوط المدينتين بحلول ديسمبر، وتعكس صعوبة سيطرة روسيا عليهما، الجهد الهائل الذي تبذله أوكرانيا للدفاع عنهما، والتي لا تزال تعاني نقص التجنيد والقوة النارية؛ ما يعني أن الأشهر المقبلة ستشكل تحديًا آخر.
في الوقت نفسه، تتجاوز روسيا أهدافها في التجنيد العسكري، لكنها لا تزال تفتقر إلى الأعداد اللازمة لشن هجمات ناجحة متعددة، وفقًا لمحللين ومسؤولين عسكريين أوكرانيين.
ويتوقع محللون أن تركز روسيا على منطقة دونيتسك، أما ما عدا ذلك، فسيكون مجرد تحويل وتشتيت للموارد الأوكرانية واهتمامها.
واحتاجت روسيا 80 ألف جندي للسيطرة على مدينة أفدييفكا الصغيرة في دونيتسك في فبراير 2024 بعد حصار مُنهك. ويوجد حاليًا 125 ألف جندي روسي متمركزين على حدود منطقتي سومي وخاركيف، وهو عدد لا يكفي للسيطرة على عاصمتين إقليميتين، وفقًا لأرقام نشرتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وعلى الأرجح، ستُستخدم هذه القوات لاحتلال أجزاءٍ صغيرة من الأراضي الأوكرانية على طول الحدود، وفقًا لأندريه تشيرنياك، ممثل الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. وأعلنت روسيا بالفعل أنها تسعى إلى إنشاء "مناطق عازلة" على طول الحدود لمنع المزيد من التوغلات الأوكرانية في منطقتي كورسك أو بيلغورود الروسيتين.
ومع ذلك، ووفقًا لتشيرنياك، ستستغل قوات موسكو هذه النقاط الحدودية الجديدة داخل أوكرانيا للضغط على عاصمتي الإقليم، وخاصة مدينة سومي. واستولت القوات الروسية بالفعل على أربع قرى على طول الحدود، وفقًا لِما كتبه حاكم سومي، أوليه هريهوروف، على فيسبوك يوم الثلاثاء.