شهدت مدينة فسا، اليوم الأربعاء، تصعيداً لافتاً في وتيرة الاحتجاجات المتواصلة في إيران، حيث تجمع عدد من المواطنين أمام مبنى حاكم المدينة قبل أن يقدموا على إضرام النار فيه واقتحامه، في مشهد يعكس اتساع رقعة الغضب الشعبي.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الاحتجاجات على مستوى البلاد، والتي اندلعت على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانهيار قيمة العملة المحلية، إلى جانب أزمات متراكمة في الطاقة والخدمات.
وكانت التظاهرات قد اتسعت خلال الأيام الماضية لتشمل طلاباً في نحو 10 جامعات على الأقل، إضافة إلى تحركات للتجار وأصحاب المتاجر في عدد من المدن، ما يعكس تصاعد السخط الاجتماعي واتساع قاعدة المحتجين.
وتشهد إيران حالة توتر متزايدة بين المتظاهرين والسلطات، في وقت تحذر فيه الجهات الرسمية من تحويل الاحتجاجات الاقتصادية إلى ما تصفه بـ"زعزعة الأمن"، بينما تتعهد الحكومة بالاستماع إلى “المطالب المشروعة” وفتح قنوات حوار مع المحتجين.
ويُعد ما جرى في فسا أحد أكثر مشاهد التصعيد حدة منذ بدء الموجة الحالية من الاحتجاجات، ما ينذر بإمكانية دخول البلاد مرحلة أكثر اضطراباً إذا استمرت الأزمة الاقتصادية دون حلول ملموسة.