logo
العالم

"الممر الأوكراني".. ماذا بعد تأمين كييف "شريان البحر الأسود"؟

"الممر الأوكراني".. ماذا بعد تأمين كييف "شريان البحر الأسود"؟
ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود المصدر: رويترز
20 أبريل 2025، 12:53 م

تستعد سفينة "جلوريا إم"، من على أحد أرصفة محطة "TIS" التي تُعد من أكبر منشآت الشحن الأوكرانية، للانطلاق في رحلة بحرية تمرّ بسواحل بلغاريا ورومانيا عبر البحر الأسود، إلى مضيق البوسفور، وصولًا إلى المتوسط، وذلك في إطار ما بات يُعرف بـ"الممر الأوكراني"، الذي أعادت كييف تأمينه أواخر عام 2023 بعد انسحاب الأسطول الروسي من المياه الإقليمية، بحسب "إل بايس".

ورغم أن الممر يُشكّل نجاحًا عسكريًا ملحوظًا، فإن التحديات الاقتصادية واللوجستية لا تزال قائمة؛ فالصادرات الأوكرانية لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الحرب، وتعمل موانئ أوديسا بنحو 70 إلى 80% من طاقتها فقط، في حين يسود القلق في مناطق أخرى جراء استمرار التهديدات الروسية.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان

مع المسار العسكري.. هل تنجح مباحثات أنقرة في تأمين الملاحة بالبحر الأسود؟

ضربة قاتلة ومفاوضات غامضة

في 11 مارس/آذار الماضي، استهدفت ضربة صاروخية ميناء أوديسا، ما أسفر عن مقتل 4 بحّارة.

وبعد أسبوعين، أُعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار البحري بين أوكرانيا وروسيا بوساطة أمريكية، لكن دون توضيح للشروط أو المدة الزمنية.

ورغم انخفاض وتيرة القصف، إلا أن أوكرانيا تتهم موسكو بالاستمرار في استهداف أراضيها من البحر، حيث يقول وزير البنية التحتية الأسبق، يوري فاسكوف، إنهم كانوا يتوقعون "نصًا مكتوبًا" يوضح تفاصيل الاتفاق.

وأشار فاسكوف، الذي قاد الوزارة خلال توقيع اتفاق الحبوب مع موسكو عام 2022، إلى أن أوكرانيا صدّرت 30 مليون طن في عام واحد قبل انسحاب روسيا من الاتفاق.

 

بدائل قيد التشغيل

مع انسحاب موسكو، لجأت كييف إلى مسارات بديلة عبر نهر الدانوب وعدة موانئ، إضافة إلى الطرق البرية والسكك الحديدية غربًا.

ويقول فاسكوف: "أطلقنا مبادرة لبناء ممر خاص بنا عبر موانئ بيفدين وتشيرنومورسك وأوديسا"، وهي الموانئ الثلاثة التي بقيت تحت السيطرة الأوكرانية من أصل 18 ميناء كانت تعمل قبل الحرب.

لكن التحديات الأمنية ظلت حاضرة؛ رئيس ميناء أوديسا، أليكسي مياسكوفسكي، يتحدث عن حصار 63 سفينة مع بداية الهجوم الروسي، ويقول إن الميناء يعمل حاليًا بنسبة تصل إلى 80% من طاقته.

ويضيف: "وقف إطلاق النار ضروري"، مشيرًا إلى أن القوات البحرية والدفاعات الجوية تحمي الميناء من الصواريخ والطائرات المسيّرة، لكن خطر الشظايا لا يزال قائمًا، حيث "الناس يخشون الذهاب إلى العمل".

خوف مستمر وتأمين باهظ

تبعد مدينة بيفدين أكثر من 100 كيلومتر بقليل عن شبه جزيرة القرم، ما يجعلها في مرمى الهجمات الروسية، وهذا القرب ينعكس مباشرة على التجارة.

ويؤكد آرثر نيتسيفيتش، محامٍ مختص بالقانون البحري، أن السفن العاملة في المنطقة تحتاج إلى تأمين ضد الحرب، ما يزيد تكلفة الطن بنسبة 1.5%.

كما يوضح أن السفن من دول مثل إسبانيا واليونان والمملكة المتحدة لا تستطيع دخول المنطقة دون تأمين، بينما تغامر بعض السفن من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإبحار من دونه.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

مقابل السلام.. أمريكا تدرس الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم

انتعاش دون تعافٍ

رغم التحديات، سجلت الصادرات البحرية الأوكرانية ارتفاعًا بنسبة 57% العام الماضي، من 62 إلى 97.2 مليون طن، لكن هذا الرقم لا يزال دون مستوى ما قبل الحرب، حيث بلغ 157.3 مليون طن في 2021.

ويعاني ميناء ميكولايف، الذي كان مسؤولًا عن ربع صادرات الموانئ، من الإغلاق بسبب قربه من خطوط القتال؛ ومع ذلك، تصل الشحنات من مدينة ميكولايف إلى موانئ الجنوب عبر السكك الحديدية كخيار بديل.

أما محطة "TIS" في بيفدين، التي تضم 25 رصيفًا وتخزن حتى 5 ملايين طن، فتنقل حاليًا نحو 400 ألف طن شهريًا.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون أثناء عملية تبادل سابقة

بوساطة إماراتية.. أكبر عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا

وقال عضو مجلس إدارة "TIS"، فيليب غروشكو، "نريد إيصال رسالة إلى العالم، نحن نواصل العمل رغم غياب وقف رسمي لإطلاق النار".

ويؤكد أن أي تهدئة على الأرض ستنعكس فورًا على تكلفة التأمين والخدمات اللوجستية خلال شهرين أو 3، ويختم قائلاً: "الروس بحاجة إلى الهدنة أكثر، لإعادة تشغيل صادراتهم من ميناء نوفوروسيسك في كراسنودار".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC