logo
العالم

من الطعن إلى السلطة.. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يواجه الاختبار الأصعب

من الطعن إلى السلطة.. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يواجه الاختبار الأصعب
وصول الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغالمصدر: رويترز
05 يونيو 2025، 3:34 ص

قال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، إن رئيس كوريا الجنوبية الجديد، لي جاي ميونغ، الذي يتولى السلطة في ظل أجواء سياسية محفوفة بالمخاطر، يتمتع بنفوذ كبير وسط انقسامات عميقة.

ورغم نجاته من تهم جنائية، وهجوم طعن كاد يودي بحياته، وفرض الأحكام العرفية من قِبل ألدّ أعدائه، الرئيس السابق يون سوك يول، يواجه ميونغ اليوم، ما قد يكون أصعب اختبار له حتى الآن؛ إذ عليه أن يقود أمة منقسمة بشدة عبر تحديات جسيمة، داخلية وخارجية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ

من هو الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية لي جاي ميونغ؟

انتقام سياسي

ورغم من أن معظم أسلاف ميونغ حاولوا تعزيز نفوذهم السياسي من خلال التحقيق مع الرؤساء السابقين باسم "محو أخطاء الماضي"، وهي عبارة شائعة في السياسة الكورية الجنوبية، ما أدى إلى خلق حلقة مفرغة من الانتقام السياسي، فقد تعهد ميونغ بعدم السعي وراء الانتقام.

وبينما يتّهمه خصومه المحافظون بأنه "مؤيد للصين" و"مناهض للولايات المتحدة"، رفض ميونغ هذه الاتهامات، وأكد مرارًا أهمية التحالف مع واشنطن، والتعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان من أجل الأمن الإقليمي.

وبحسب الصحيفة، يواجه الرئيس الجديد قائمة طويلة من التحديات بدأها الرئيس السابق يون، عندما أعلن الأحكام العرفية، وتبعتها إجراءات عزل عمّقت الانقسام في البلاد بين اليسار واليمين، وبين الأجيال، وبين الجنسين.

ضغوط متزايدة

وخارجيًا، تواجه كوريا الجنوبية ضغوطًا متزايدة من حليفها العسكري الوحيد، الولايات المتحدة، في ظل تنامي التهديد النووي من كوريا الشمالية؛ فالرئيس دونالد ترامب لم يكتفِ بفرض رسوم جمركية باهظة على اقتصاد كوريا الجنوبية المعتمد على التصدير، بل طالبها أيضًا بدفع المزيد مقابل بقاء القوات الأمريكية على أراضيها.

ومن منظور واشنطن، قد يُمثل ميونغ تحولًا جذريًا عن سلفه يون، الذي نال إشادتها لتخليه عن مظالم بلاده التاريخية، وتحسين علاقاته مع اليابان، المستعمِر السابق لكوريا؛ ما أثار حفيظة الصين وكوريا الشمالية، في حين عزز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة في سياق المنافسة الاستراتيجية مع بكين.

إصلاح العلاقات

ورغم أن ميونغ وقادة حزبه الديمقراطي لا يُبدون حماسة كبيرة للتقرّب من اليابان، التي يتهمونها بالتقصير في الاعتراف بفظائعها خلال الحقبة الاستعمارية، فقد صرّح بأنه سيسعى أيضًا إلى إصلاح العلاقات مع كوريا الشمالية والصين، الشريك التجاري الأكبر لكوريا الجنوبية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على تحالف عسكري قوي مع واشنطن.

لكن هذا الموقف قد يثير قلق الإدارة الأمريكية، التي لطالما دعت كوريا الجنوبية إلى تعزيز التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان لاحتواء كوريا الشمالية والصين؛ ووفق الصحيفة، فقد صدر تحذير بهذا المعنى من واشنطن حتى قبل فوز ميونغ في الانتخابات.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية

"الوعد الأول".. بماذا تعهد رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جيه-ميونج؟

غموض قانوني

ويتولى ميونغ منصبه في ظل غموض قانوني يحيط بحياته السياسية؛ إذ حوكم بتهم متعددة، بينها مزاعم بالرشوة وانتهاك قانون الانتخابات، ولا يزال الجدل قائمًا بشأن ما إذا كانت الإجراءات القضائية ستُستأنف أو تُؤجل إلى ما بعد انتهاء ولايته البالغة 5 سنوات.

وبينما يتّهمه منتقدوه المحافظون باستخدام الانتخابات كغطاء لدرء مشاكله القانونية، يُصر ميونغ على أن التهم الموجّهة إليه لا أساس لها وذات دوافع سياسية.

وتشير الصحيفة إلى أن الانقسام الحاد في الرأي العام بشأن قضايا ميونغ القانونية يُجسد عمق الاستقطاب السياسي في كوريا الجنوبية، والذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة.

وبغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات، فإن شريحة كبيرة من السكان ترفض القبول بنتائجها، رغم تعهّد الرئيس الجديد بالسعي إلى حلّ الانقسامات من خلال بناء "وحدة وطنية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC