اختفى رئيس الوزراء السابق في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ماتاتا بونيو مابون، في ظروف غامضة عقب صدور حكم قضائي بحقه، وفق مجلة "جون أفريك".
وفي 20 مايو/أيار الماضي، حكم رئيس الوزراء السابق بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، لكن رغم مرور أسابيع على الحكم، لم يبدأ مابون في تنفيذ عقوبته، ما أثار تساؤلات كثيرة.
وأعرب حزب مابون السياسي عن قلقه الشديد، معتبرًا الأمر "اختفاءً"، وفق تقرير المجلة الفرنسية.
واتهم حزب مابون السلطات بالضلوع في القضية، أو التقاعس في التعامل معها.
وأدانت محكمة الدستور في كينشاسا مابون باختلاس ما يزيد عن 245 مليون دولار أمريكي من الأموال العامة، في إطار مشروع "بوكَنْغا لونزو" الزراعي الصناعي، الذي أُطلق خلال توليه رئاسة الحكومة بين عامي 2013 و2016.
وحكمت المحكمة أيضًا على كل من رجل الأعمال الجنوب أفريقي كريستو جروبلر، والمحافظ الأسبق للبنك المركزي ديوقراطيوس موتومبو، بالسجن خمس سنوات مع الأشغال الشاقة، إلى جانب مصادرة ممتلكاتهم بحسب حجم المبالغ المختلسة.
لكن اللافت أن مابون لم يكن حاضرًا في قاعة المحكمة أثناء النطق بالحكم، كما تغيب فريق دفاعه القانوني.
وكان مابون قد رفض سابقًا الاعتراف بشرعية المحاكمة، واعتبرها "محاكمة سياسية"، مشيرًا إلى تمتعه بحصانة برلمانية أولًا كسيناتور ثم كنائب في البرلمان.
غير أن المحكمة أكدت أن حصانته قد رُفعت قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2023، وهو ما لم يقنع مابون، الذي شوهد للمرة الأخيرة يوم الحكم داخل قاعة البرلمان خلال جلسة عامة.
وفي 31 مايو/أيار، أصدر حزب القيادة والحُكم من أجل التنمية "LGD"، الذي يتزعمه مابون، بيانًا مشتركًا مع عدد من حلفائه، أعلن فيه اختفاء رئيس الحزب منذ 21 مايو/أيار، محمّلًا الحكومة مسؤولية سلامته.
كما ندد الحزب بمصادرة جواز سفر ابنة مابون من قِبل مديرية الهجرة بينما كانت على وشك مغادرة البلاد متجهة إلى الولايات المتحدة.
وحتى اللحظة، لا أحد يعرف على وجه اليقين مكان وجود مابون.. فهل فرّ من البلاد خلسة؟ أم تعرض للاختطاف؟
وبحسب "جون أفريك"، لا السلطات قدّمت توضيحًا، ولا أسرته تملك إجابات.
ورفض نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، جاكمان شاباني، الذي يشرف على جهاز الهجرة، التعليق على الأمر.
كذلك التزم الصمت النائب العام لدى المحكمة الدستورية، جون بروسبير موكي مايلي، المسؤول عن تنفيذ الحكم.
بينما قال مصدر قضائي في كينشاسا، إن "تنفيذ الأحكام الجنائية المعقدة يتطلب تنسيقًا عاليًا بين أجهزة الدولة"، مضيفًا أن العملية "لا تتم بين ليلة وضحاها".
وأكد أن العمل جارٍ لتنفيذ الحكم، منتقدًا ما وصفه بـ"التهويل" من طرف محيط بمابون.
ووسط هذا الصمت الرسمي، تزداد التكهنات، ويظل مصير مابون لغزًا مفتوحًا في قلب مشهد سياسي متوتر يشهده البلد، وفق تعبير المجلة.