logo
العالم

بسبب "قائمة الممنوعين".. تشاد والكونغو تردان بـ"غضب" على واشنطن

بسبب "قائمة الممنوعين".. تشاد والكونغو تردان بـ"غضب" على واشنطن
دونالد ترامب في المكتب البيضاويالمصدر: بلومبيرغ
11 يونيو 2025، 3:02 م

أبدت كل من تشاد والكونغو-برازافيل، اللتان ورد اسمهما ضمن قائمة من 12 دولة يمنع مواطنوها من دخول الأراضي الأمريكية لأسباب أمنية، ردود أفعال غاضبة غداة دخول الإجراء حيّز التنفيذ يوم الاثنين.

وفي خطوة مفاجئة أعادت خلط أوراق العلاقات بين واشنطن وبعض العواصم الأفريقية، أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب فرض حظر سفر على مواطني 12 دولة، من بينها تشاد والكونغو-برازافيل، بزعم "مخاوف أمنية".

لكن هذه الدول لم تلتزم الصمت، بل ردّت بسرعة وغضب، متهمةً واشنطن بإهانة غير مبررة وبتشويه سمعتها أمام المجتمع الدولي.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

أول تعليق لترامب على قراره حظر دخول رعايا 12 دولة (فيديو)

وبينما تتصاعد الأزمة، يرى مراقبون أن القرار يعكس مقاربة أمريكية متسرعة، قد تضر أكثر مما تنفع، لا سيما في قارة تسعى أمريكا لإعادة كسب ودّها في وجه نفوذ صيني وروسي متزايد.

ففي اليوم التالي لتطبيق حظر السفر (Travel Ban) الذي أعلنه ترامب في 5 يونيو/حزيران الجاري، عبرت تشاد والكونغو-برازافيل عن دهشتهما الشديدة من القرار الذي يقضي بمنع دخول مواطنيهما إلى الأراضي الأمريكية، وذلك في تصريحات صدرت يوم أمس الثلاثاء، بحسب إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية.

ولفهم الأسباب التي دفعت واشنطن إلى إدراج بلادها ضمن قائمة تشمل السودان، غينيا الإستوائية، إرتيريا، الصومال، وليبيا، تعتزم سفيرة تشاد في الولايات المتحدة، كيتوكو غاتا نغولو، لقاء مسؤولين في مكتب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية اليوم الأربعاء وغدًا الخميس.

أما السلطات الكونغولية، فقد استدعت فور إعلان القائمة السفير الأمريكي في برازافيل، يوجين يونغ، الذي "لم يكن يملك من المعلومات أكثر مما لدينا"، بحسب تصريح غاضب لأحد المسؤولين الكونغوليين.

من جانبه، قال الباحث في مركز الدراسات الأفريقية بجامعة داكار، الدكتور موسى لامين، لـ"إرم نيوز"، إن "ما تفعله إدارة ترامب من خلال هذا النوع من الحظر ليس فقط تقييد التنقل، بل تقويض علاقات قائمة على شراكة طويلة الأمد".

ورأى لامين أن الدول الأفريقية، وخصوصًا تشاد والكونغو، لا تنظر إلى هذا القرار من زاوية تقنية، بل من زاوية كرامة وسيادة وطنية.

وتابع: "إن تجاهل السياقات المحلية ومحاولة فرض شروط سياسية عبر أداة السفر، يعكس فهمًا سطحيًا للواقع الأفريقي".

من جهتها، قالت أستاذة السياسات الدولية في جامعة أبيدجان، الدكتورة نادين بيكو، لـ"إرم نيوز"، إن "القرار الأمريكي يكشف عن اختلال في أدوات تقييم العلاقات مع القارة الأفريقية".

وأضافت بيكو: "صحيح أن مسألة تجاوز تأشيرات الإقامة موجودة، لكن عدد الحالات المعلنة لا يبرر هذا التصعيد".

وأكدت أن الردود الصادرة من نجامينا وبرازافيل تعبّر عن تطور في العقلية السياسية الأفريقية، حيث لم تعد هذه الدول تقبل أن تُعامل كدول من الدرجة الثانية في الشراكة الدولية.

الذريعة الرسمية 

وبحسب الرواية الرسمية الأمريكية، فإن سبب إدراج تشاد والكونغو-برازافيل في القائمة يعود إلى ارتفاع نسبة من يسمون بـ«الزائرين الذين يتجاوزون مدة إقامتهم القانونية» (visa overstays)، أي أولئك الذين يبقون في الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم.

لكن في نجامينا، ترى الحكومة أن الإجراء مبالغ فيه وغير مبرر إطلاقًا، خاصة أن عدد الحالات المسجلة عام 2023 لم يتجاوز «بين 350 و450 شخصًا فقط»، حسب مصدر حكومي تشادي.

وتصر السلطات التشادية على أنها لن ترضخ للضغط أو الابتزاز السياسي.

وصرّح مسؤول رسمي في تشاد: «ما يزعجنا ليس القرار في حد ذاته، بل الصورة السلبية التي يروج لها عن بلدنا»، كاشفًا أن بلاده قررت منع دخول أي مواطن أمريكي إلى أراضيها كإجراء انتقامي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"حظر دخول أمريكا".. صدمة دولية من قرار ترامب

 برازافيل ترد بسخرية 

أما في برازافيل، فإن الموقف لا يختلف كثيرًا، إذ أشار أحد الوزراء إلى أن الحكومة تبحث عن طريقة لإصلاح ما شوّهته هذه الصورة الظالمة، مضيفًا أنه لا نية لديهم للخضوع لإملاءات واشنطن.

وقال ساخرًا: «لن يذهب أحد إلى حائط المبكى بسبب هذا الحظر السخيف!» في إشارة إلى الرفض القاطع للقرار والتقليل من شأنه.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC