logo
العالم

الجولة الثالثة بدأت.. هل يقمع تقدم مفاوضات النووي "شهية" ترامب للحرب؟

الجولة الثالثة بدأت.. هل يقمع تقدم مفاوضات النووي "شهية" ترامب للحرب؟
منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز المصدر: AP - أرشيفية
26 أبريل 2025، 10:04 ص

قالت صحيفة "المونيتور" إن المحادثات الإيرانية الأمريكية تٌستأنف في عُمان  في جولة ثالثة، وسط خلافات حول التخصيب، وفي وقت ترى فيه طهران أنه لطالما أحرزت المفاوضات تقدمًا، قد يؤدي ذلك إلى قمع شهية ترامب للحرب.

وفي الوقت الذي تستعد فيه إيران والولايات المتحدة لبدء جولة ثالثة من مفاوضاتهما النووية، تواجه طهران غموضًا متزايدًا بشأن موقف واشنطن، مع تأكيدها أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير قابل للنقاش.

وأضافت الصحيفة أن المحادثات المقرر عقدها السبت تأتي في مرحلة حاسمة؛ إذ تظل رسائل واشنطن بشأن القدرات النووية لطهران غامضة، في حين تتزايد الضغوط على إيران لتفكيك برنامجها النووي؛ وهو أمر غير قابل للتفاوض بالنسبة لطهران.

أخبار ذات علاقة

وزيرا خارجية إيران وسلطنة عمان

بماذا تختلف الجولة الثالثة من المباحثات النووية في مسقط؟

قضايا عالقة

وعلى الرغم من أن طهران وواشنطن أشادتا بالاجتماعين الأولين في مسقط وروما ووصفتاهما بالإيجابيين، فإن القضايا المحورية لا تزال عالقة، مع تركيز الاهتمام على جولة ثالثة أكثر تحديدًا، تُجرى فيها مفاوضات فنية على مستوى الخبراء بالتوازي مع المفاوضات الأوسع.

وبينما يتعرض الاقتصاد الإيراني لضربة شديدة بسبب العقوبات والقيود المصرفية منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، أعلنت طهران انفتاحها على اتخاذ خطوات يمكن التحقق منها لإثبات الطبيعة "السلمية" لبرنامجها النووي، لكن فقط في مقابل الرفع السريع للعقوبات الأمريكية.

وتابعت الصحيفة أن إيران تضغط بقوة حاليًا لإعادة ضبط العلاقات مع أوروبا مع اقتراب عودة الاقتصاد العالمي.

وتأتي الجولة الثالثة في ظل النداءات الدبلوماسية الجديدة التي أطلقتها إيران للقوى الأوروبية، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة.

أخبار ذات علاقة

موقع نووي إيراني

الضرب أم التفكيك؟ المحادثات الفنية تضع "نووي إيران" بين فكّي واشنطن

 كسر الجمود 

وفي رسالة نُشرت على موقع "إكس"، يوم الخميس، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى استئناف الحوار مع الدول الثلاث لتجاوز ما وصفه بالجمود "الخاسر"؛ وعرض زيارة العواصم الأوروبية الثلاث لبدء مفاوضات نووية.

وفي حين تُخطط القوى الثلاث لتفعيل آلية "سناب باك" في أكتوبر/ تشرين الأول القادم، وهو أحد أحكام خطة العمل الشاملة المشتركة الذي يسمح لها بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بسبب انتهاكاتها الكبيرة للاتفاق، بما في ذلك زيادة التخصيب إلى المستوى الحالي البالغ 60%.

بدا أن مدّ عراقجي لغصن الزيتون محاولةٌ للردّ على تلك الإجراءات، إذ لا تزال احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة غير مؤكدة؛ علاوة على أن الاتفاق مع واشنطن قد لا يوقف بالضرورة عملية "سناب باك"، التي قد تُعقّد الملف النووي الإيراني وتُغرق اقتصاد طهران الهشّ أصلًا في اضطراباتٍ أعمق.

غموض أمريكي

وأردفت الصحيفة أن المؤشرات، على الأقل في الوقت الحالي، لا تشي باقتراب مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران؛ ففي حين عززت تصريحات روبيو الموقف الأمريكي، كان موقف ترامب نفسه غامضًا بشكل خاص. 

وفي أحدث تصريحاته، رفض الرئيس الأمريكي التطرق مباشرةً إلى قضية التخصيب، مكررًا بشكل رئيس شرطه الأصلي أن إيران لا تستطيع إنتاج سلاح نووي.

وفي مقابلة مع مجلة "تايم" في 22 أبريل/ نيسان، أبدى ترامب نبرة إيجابية، وأعرب عن استعداده للقاء القيادة الإيرانية. 

وبينما نفى منعه إسرائيل من مهاجمة إيران، أعلن ترامب أنه "لم يُسهّل الأمر عليهم، لأنه يعتقد أن إدارته تستطيع التوصل إلى اتفاق دون الهجوم".

طريق محفوف بالمخاطر

خلصت الصحيفة إلى أنه مع انطلاق محادثات السبت، لا يزال الطريق إلى الأمام محفوفًا بالمخاطر؛ ومن غير المرجح حل نقطة التوتر الرئيسة - إصرار طهران على الحفاظ على نظام التخصيب المحلي- بسرعة، لا سيما في ضوء حجج واشنطن المتنامية بأن مثل هذا البرنامج لا يزال يُشكل خطر انتشار قد يتطلب تفكيكًا كاملاً.

ويعتمد تقدم المفاوضات، إلى حد كبير، على ما إذا كانت مسقط قادرة على تحقيق اختراق أو على الأقل إطار لجولات أخرى، وما إذا كان الجانبان سيتمكنان من سد الفجوة بين الخطاب والواقع. 

وعلى الرغم من كل هذه الشكوك، يبدو أن إيران نجحت في كسب الوقت الذي كانت في حاجة ماسة إليه قبل المبادرة الدبلوماسية الحالية، عندما كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية المتسارعة تشير إلى الاستعدادات لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية. ومن وجهة نظر طهران، فإن المحادثات، ما دامت تُحرز تقدمًا، قد تؤدي إلى قمع شهية ترامب للحرب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC