نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاثنين، ما وصفها بـ"الشائعات" التي تحدثت عن وجود مفاوضات بين مساعد وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي، والجانب الأمريكي قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة الإيطالية روما، السبت الماضي.
وقال بقائي، في تصريح للصحفيين، إن "هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة مطلقاً"، مشيراً إلى أن كل ما يُتداول بهذا الشأن لا يمت للواقع بصلة.
كما أوضح بقائي أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى العاصمة الإيطالية روما، جاءت بناءً على قرار شخصي منه، نافياً وجود أي لقاءات أو محادثات معه هناك، مؤكداً أن "اللقاءات مع غروسي جرت قبل أيام قليلة في طهران، وتم خلالها تبادل وجهات النظر بشكل واضح حول مواقف الجمهورية الإسلامية".
وأضاف: "ليس من المقرر أن تُطرح تفاصيل المفاوضات في وسائل الإعلام، لأن مناقشة هذه القضايا علناً قد تضر بسير العملية التفاوضية".
وعن المفاوضات الفنية مع أمريكا الأربعاء المقبل في مسقط، قال "تشكيلة الفريق الفني والخبير ستُحدَّد بناءً على تقدم المفاوضات والدخول في التفاصيل الدقيقة"، مؤكداً أن بلاده تتعامل مع المحادثات بمرونة مهنية ووفقاً للمرحلة التي تصل إليها المفاوضات.
وأضاف في تصريحاته أن المطلب الرئيس والأساس للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع جولات التفاوض هو رفع العقوبات، مشدداً على أن إيران ما زالت تضع مصلحة شعبها في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والحياة اليومية للمواطنين.
وشدد المتحدث الإيراني على أن الأهم في هذه المرحلة هو أن "تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورها بشكل مستقل وبنّاء، وفق صلاحياتها وواجباتها المنصوص عليها في النظام الأساسي للوكالة"، محذراً من أن "أي مواقف أو بيانات قد توحي بانحياز الوكالة لطرف معين في ملف إيران النووي، من شأنها أن تضر بثقة الأطراف بمسار التعاون".
وفي سياق متصل، قال بقائي أكد أن بلاده تتعامل مع المفاوضات بواقعية واحترافية، دون إصدار أحكام مسبقة على نوايا الأطراف الأخرى.
وقال بقائي: "نُفضل ألا نحكم مسبقاً على نوايا الأطراف الأخرى في المفاوضات، فبالنسبة لنا الأفعال هي ما يهم، ومواقفنا نعرضها داخل غرفة التفاوض".
وأضاف أن الفريق الإيراني المفاوض يتوخى الحذر من "الذهنية السلبية، والأخبار الكاذبة، والمواقف التي تصدر عن أطراف لا تريد الخير للمنطقة"، مؤكداً أن هذه الأمور لن تؤثر على عملهم.
كما شدد بقائي على أهمية التركيز على الهدف الأساسي الذي تسعى إليه بلاده من خلال المفاوضات، معرباً عن أمله في أن يتحلى الطرف المقابل أيضاً بنفس المهنية والالتزام بمسار تفاوضي بناء.
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المحادثات زخماً جديداً، وسط تكهنات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في الملفات العالقة بين إيران والولايات المتحدة.