logo
العالم

الضرب أم التفكيك؟ المحادثات الفنية تضع "نووي إيران" بين فكّي واشنطن

الضرب أم التفكيك؟ المحادثات الفنية تضع "نووي إيران" بين فكّي واشنطن
موقع نووي إيرانيالمصدر: رويترز
26 أبريل 2025، 5:50 ص

في الوقت الذي تنطلق فيه اليوم السبت بالعاصمة العمانية مسقط المحادثات الفنية والتقنية الحاسمة بين طهران وواشنطن، أكد خبراء في العلاقات الدولية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرى أمامه سوى تفكيك البرنامج النووي الإيراني وقبول طهران بأن يكون مشروعها "سلميا" تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، وإما الذهاب إلى خيار الضربة العسكرية التي جمع لها كل الحشود الأمريكية الجاهزة المحيطة بإيران بانتظار القرار.

وأوضحوا، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن تأهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه تنفيذ ضربة عسكرية نحو طهران يضغط على "ترامب" في المباحثات التي دخلت في الجانب التقني والفني الذي يوصف بمرحلة "الذهاب بلا عودة" في حال عدم رضوخ إيران لشروط الرئيس الجمهوري.

وتجمع مسقط، اليوم السبت، الفرق الفنية والتقنية الإيرانية والأمريكية في جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة، بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، في ظل عمل واشنطن على اتفاق جديد مع إيران حول برنامجها النووي بدلا من توجيه ضربة عسكرية إلى مقدراتها العسكرية والبنى التحتية لمشروعها النووي.

ومنذ 12 أبريل الجاري، أجرت واشنطن وطهران جولتي مباحثات بشأن الملف النووي الإيراني، أولاهما في مسقط والثانية في روما، وستشمل الجولة الثالثة محادثات فنية على مستوى الخبراء بشأن البرنامج النووي الإيراني، ويقود مايكل أنتون، الذي يعمل مسؤولا عن التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، المحادثات الفنية عن الجانب الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وعلي خامنئي

صحيفة إيرانية تتهم واشنطن بمحاولة إفشال مفاوضات مسقط

في حين أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن نائبي وزير الخارجية كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي سيقودان المحادثات الفنية عن الجانب الإيراني.

ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية نبية واصف أنه لن يكون هناك أي قبول للتعامل مع تخفيف حدة أو تعديل لأي شروط نهائيا من جانب إدارة ترامب في ظل علم الأخير أن أي ذهاب إلى طريق يحمل تراخيا مع طهران سيكون نجاحا بالنسبة لها وتكرارا لما أحرزته من اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والأوروبيين والذي قام ترامب بإلغائه، الأمر الذي سينعكس عليه بالفشل على مستويات سياسية أو اقتصادية أو أمنية في التعامل مع ملف إيران.

وأوضح "واصف"، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب لا يرى أمامه سوى تفكيك البرنامج النووي الإيراني وقبول طهران بأن يكون "سلميا" تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحضور أمريكي مباشر، وإما الذهاب إلى ضربة عسكرية جمع لها كل الحشود الجاهزة المحيطة بإيران بانتظار القرار.

وبيّن "واصف" أن أي محاولة لتخفيف هذه الشروط الخاصة بالبرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم و القدرات التسليحية سيقف ترامب أمام اتفاق طبق الأصل من اتفاق 2015 الذي قام بإلغائه لأنه لصالح إيران، مما يجعل الرئيس الجمهوري ضعيفا داخليا وخارجيا.

وتابع أن التراخي في شروط "ترامب" التي يفرضها على طهران في المحادثات القائمة، لا سيما في المرحلة الأهم على المستوى الفني والتقني، سيضعه في قالب أنه لا يجيد التفاوض ولا يفعل سوى التهديد دون تنفيذ، مثلما قال في حملته الانتخابية إنه لو كان رئيسا لأمريكا لقام بإنهاء حرب أوكرانيا والآن موجود منذ 4 أشهر في المكتب البيضاوي ولم يفعل أي شيء في هذا الملف، فضلا عن ذلك سينزع عنه صفة "التاجر" الذي تسانده على أساسها العديد من الدوائر ومراكز القوى في الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

العلم الإيراني والأمريكي

قبيل الجولة الثالثة من المفاوضات.. "توجس" إيراني من النوايا الأمريكية

ويقول المختص في شؤون الشرق الأوسط، ياسين علي، إن المحادثات الفنية ستكون "العنوان الرئيس" بين طهران وواشنطن وكلمة الحسم ما بين اتفاق حول النووي الإيراني أو اللجوء للقوة العسكرية من جانب الولايات المتحدة.

ويرى "علي"، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه المباحثات ستُظهر من الوهلة الأولى مدى التعامل بجدية من جانب طهران والخضوع القائم في ثوب التماشي مع شروط ترامب، في السير نحو تفكيك البرنامج النووي بإمكانياته ودرجاته وشكله الحالي وتحويله إلى برنامج لأغراض سلمية، وإما توجيه الضربة العسكرية التي لن تكون للبنى التحتية والإمكانيات الخاصة بهذا البرنامج فقط ولكن للنظام في إيران.

وذكر "علي" أن ما تعمل عليه طهران من الحديث عن اتفاق مؤقت ورقة خاسرة لأن عنوان ذلك واضح ما بين المماطلة وتجاوز الضربة والحفاظ على البرنامج مرورا بالسماح بتدخل أطراف دولية كانت حاضرة في التفاوض، في صدارتهم الصين وأوروبا، والعمل على تقديم اتفاق لا يحقق أهداف ترامب.

ولفت إلى أن المباحثات محاصرة إما بالحسم بتفكيك البرنامج النووي أو الضربة العسكرية في ظل ضغوط أول من يمارسها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حصل من إدارة ترامب على جميع الإمكانيات العسكرية والتسليحية، بل ودفعه للوجود بهذا الحشد العسكري في محيط إيران حتى تكون الجاهزية قائمة في حال فشل ما يستهدفه الرئيس الجمهوري من الاتفاق بمعايير معينة لا رجعة فيها.

واستكمل "علي" بالقول إن "نتنياهو" كان يرى في فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الطريق لتوجيه ضربة مشتركة لإيران، وهو ما جعله متفاجئا حتى الآن من فتح واشنطن محادثات وإعطاء فرص للتحاور مع طهران والعمل على التفاوض معها.

وأردف "علي" أن تأهب "نتنياهو" تجاه تنفيذ ضربة عسكرية نحو طهران يضغط على الجانب الأمريكي في المباحثات، وقد يجعل أيضا في الوقت نفسه المحادثات الفنية مرحلة "الذهاب بلا عودة"، إذا لم يكن هناك رضوخ إيراني.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC