أثار مقتل 10 جنود في هجومين يُشتبه بتنفيذهما من قبل إرهابيين غرب النيجر تساؤلات حول دلالات تصعيد الجماعات المسلحة هجماتها ضد القوات الحكومية والمدنيين في منطقة الساحل الأفريقي وأسباب عجز السلطات عن احتواء هذه التهديدات.
وقال وزير الدفاع الجنرال النيجري، سالفو مودي في بيان: إن الهجمات المتزامنة التي شنّها مئات المرتزقة، وقعت في بولوندجونغا وساميرا في مقاطعة غوتاي، كاشفا عن مقتل 10 وإصابة 15 جنديا في الهجومين.
وشهدت النيجر انقلابا عسكرياً قبل نحو سنتين قاده رئيس الحرس الرئاسي، الجنرال عبد الرحمن تياني، لكنه لم يضع حداً للهجمات الدموية التي تعرفها البلاد.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، عبد الودود الجيلاني، إنه: "ليس من السهل تصور حل مستدام للصراعات الدامية التي تعرفها منطقة الساحل، وذلك عائد إلى عوامل متعددة من أهمها التحولات العميقة التي تعرفها المنطقة، والتي غيرت أنظمة الحكم فيها، وأخرجتها من حظيرة فرنسا والغرب عامة، ورمتها في أحضان روسيا وحلفائها".
وأضاف الجيلاني في حديث لـ"إرم نيوز": "لا شك أن فرنسا فشلت، رغم تواجدها العسكري في دول الساحل من خلال قوات برخان، وفشلت كذلك القوات الأوروبية، التي كانت تدعمها في المنطقة، هذا الفشل فتح الطريق لروسيا، التي بدأت باستقدام "فاغنر" في مالي قبل أن تنهي مهامها، باستبدالها بالفيلق الأفريقي".
وبين أنه "رغم أن الاستخبارات الروسية، أصبحت هي المسيطرة في دول الساحل، ورغم أن عمليات الجماعات المسلحة عرفت تراجعا في العدد والعنف، إلا أن استمرار دعمها من الخارج سيطيل عملية القضاء عليها" وفق قراءته.
وأشار إلى أن "خلاصة القول، إن نشاط الجماعات المسلحة، في منطقة الساحل الأفريقي قد يستمر عقودا، نتيجة للتحولات العميقة، التي يعرفها العالم عامة ومنطقة الساحل بصفة أخص".
وتأتي هذه التطورات في وقت باتت فيه جماعات مثل "نصرة الإسلام والمسلمين" تشكل تحدياً أمام القوى الحكومية والمدنيين.
واعتبر الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، أن: "الوضع الأمني في النيجر وكذلك الساحل الأفريقي يزداد تعقيداً خاصة في ظل عجز القوات الأجنبية التي دخلت على خطّ الصراع في تحجيم نفوذ الجماعات المسلحة".
وقال ديالو لـ"إرم نيوز": "لا تلوح حلول في الأفق لا سيما أن الجماعات المسلحة اكتسبت زخماً كبيراً على مستوى هجماتها وأصبحت قادرة على استهداف القوات الحكومية في أيّ مكان".