logo
العالم

في خضم التطورات.. هل يُعاد رسم خريطة التوترات العالمية في البلطيق؟

في خضم التطورات.. هل يُعاد رسم خريطة التوترات العالمية في البلطيق؟
قطع عسكرية روسية في بحر البلطيقالمصدر: رويترز
26 يناير 2025، 1:47 م

يشهد الصراع "الأوروبي - الروسي" محاولة لإعادة رسم خريطة التوترات العالمية في بحر البلطيق، بعد تفاقم التطورات وحوادث التخريب المتعددة لكابلات الاتصالات البحرية الرئيسية.

وأطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري، مهمة "حارس البلطيق" بعد موافقة الدول الأعضاء على نشر أسطول قبالة سواحل إستونيا، بعد الاشتباه في تورط السفن المرتبطة بروسيا والصين في أعمال التخريب.

وجاءت هذه المهمة، بعد انقطاع كابل الاتصالات C-Lion1 بين فنلندا وألمانيا وكابل الاتصالات بين السويد وليتوانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مع توجيه الشكوك إلى سفينة الشحن الصينية Yi Peng 3، وبعدها تعرض كابل الطاقة Estlink 2 بين فنلندا وإستونيا لأضرار في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وفي خطوة تصعيدية جديدة، نشر الناتو طائرات دون طيار بحرية للمساعدة في مراقبة وحماية الكابلات البحرية في بحر البلطيق وسط تصاعد التهديد بالتخريب الروسي.

أخبار ذات علاقة

أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته

"الناتو" يتحرك في بحر البلطيق بعد تخريب كابلات بحرية

التحركات الأوروبية والمخاوف الروسية

وأشار الأمين العام للناتو، مارك روته، خلال حلقة نقاشية عقدت على المستوى الأوروبي والدولي في منتدى دافوس، إلى أن حلف شمال الأطلسي أطلق مهمة في بحر البلطيق لمحاربة الروس الذين يحاولون الوصول إلى بنيتنا التحتية الحيوية تحت الماء، ونحن نستخدم تكنولوجيا الطائرات البحرية دون طيار هناك، إلى جانب التكنولوجيا الأكثر تقليدية مثل السفن وغيرها والطائرات.

وردًا على المحاولات الأوروبية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، إلكسندر غروشكو، إن قرار الحلف الغربي بزيادة الدوريات حول بحر البلطيق يمثل دليلاً إضافيًا على رغبة الناتو في تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة خاصة به، وأن هذا لا يحدث لأسباب عديدة، وأحد الأسباب الرئيسة بالطبع، أن الاتحاد الروسي لن يسمح له.

وعن التحركات الأوروبية والمخاوف الروسية من سيطرة الناتو على بحر البلطيق وتحويله إلى بحيرة، أكد الخبراء أن محاولات الناتو للسيطرة على بحر البلطيق استفزازية، ولا يمكن التوقع بالسيناريوهات المحتملة مع روسيا.

أخبار ذات علاقة

كابلات بحرية

روسيا ردا على بريطانيا: لا نشكل تهديدا للكابلات البحرية

تصادم عسكري

وقال المحلل السياسي، كارزان حميد، إن "ما يقوم به حلف الشمال الأطلسي الناتو، لمواجهة تهديدات روسيا أو مواجهة محتملة لأي تصادم عسكري مباشر بينها وبين قوات روسيا، يمكن اعتباره مجرد إظهار قوة ووحدة الحلف تجاه العدو المستقبلي".

وأشار حميد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن "مارك روته، أمين عام الناتو، يحاول تسليح الحلف بأي شكل لمواجهة التحديات الروسية، وعلى هذا الأساس يسعى الحلف لدعم أوكرانيا لتنتصر على روسيا، ولكن الوقائع الميدانية تقول عكس ما يصرح به السياسيون والعسكريون في الدول الغربية".

وأضاف أن "الغرب يحاول الآن أن يفتح جبهة جانبية مع موسكو، لكي ينهك قوتها ويستنزف قدراتها العسكرية بشكل كامل ويعيدها إلى ما كانت عليه أثناء حقبة الانهيار السوفيتي وقبل قدوم فلاديمير بوتين لسدة الحكم".

وأوضح المحلل السياسي أن "زيادة دوريات الناتو أو تخفيفها لا يغير من تلك الخطط المدرجة على طاولات الغرف الخلفية للدول الغربية ضمن حلف الناتو".

وأكد حميد أن "الغرب في أمس الحاجة إلى اندلاع حرب مباشرة مع روسيا، لأسباب جيوسياسية واقتصادية عالمية، أبرزها أن الدول الغربية تسير نحو الهاوية وتفقد قدراتها على التمسك بزمام العالم، والآن دول عديدة استطاعت أن تتفوق على كثير من الدول الغربية".

وتابع: "الآن يحاول الناتو جس نبض دول الحلفاء والخصوم حول قدرة تلك الدول على مساندة بعضها البعض، وفهم نوع العلاقة الاستراتيجية الثلاثية بين الصين وروسيا وإيران أو كوريا الشمالية".

استعراض القوة البحرية

من ناحية أخرى، أكد الخبير العسكري ورئيس قسم الاستراتيجيا في "مركز الدراسات الأنثروستراتيجيا"، العميد نضال زهوي، أن "استفزاز الناتو لروسيا عبر زيادة الدوريات البحرية في البلطيق هو نوع من استعراض القوة والعضلات لدول الحلف".

وأضاف زهوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الروس لم يطوروا أساطيلهم البحرية لتصبح ذات قوة مدمرة على اعتبار أن تماسها الحدودية مع البحار لا يتجاوز بعض النقاط على البحر الأسود والبلطيق، والبحر الأسود محكوم بالمضائق التركية والآخر محكوم بدول الناتو".

وأشار إلى أن "الروس قد طوروا منظومات الدفاع البحري لأهمية قدرات البحر لدى الناتو تحديدًا أمريكا وبريطانيا، ومن هذه المنظومات صاروخ الياخونت والطوربينات البحرية المتطورة".

وقال إن "الناتو لن يجرؤ على حدوث أي اشتباك لإظهار قدراته البحرية، لذلك لا يمكن توقع سيناريوهات عسكرية، ولكن هذه التحركات تصب في خانة زيادة الضغط على روسيا قبيل تسويات الأزمة الأوكرانية، على مبدأ عسكري مهم وهو أن إظهار القوة تؤدي إلى عدم استخدامها".

أخبار ذات علاقة

بريطانيا تقول كلمتها.. مليارات الدولارات لدعم غواصاتها النووية

بريطانيا تقول كلمتها.. مليارات الدولارات لدعم غواصاتها النووية

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC