الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

خبراء: استراتيجية "حزام الحصون" لوقف التقدم الروسي لن تحقق النصر لأوكرانيا

من ضربة روسية سابقة على بوكروفسك بشرق أوكرانياالمصدر: ا ف ب

حذَّر خبراء سياسيون من رهانات أوكرانيا على "حزام الحصون" الذي تقوم به لوقف التقدم الروسي شرقي البلاد.

وقال الخبراء إن ما تقوم به أوكرانيا في  بوكروفسك وما يعرف بـ "حزام الحصون" من مدن، مثل: كوستيانتينيفكا، ودروجيكيفكا، بمثابة إستراتيجية  تهدف إلى إطالة أمد الحرب مع  روسيا بدلاً من تحقيق نصر سريع، محذرين من أن الخطوة  تجر أوروبا بأكملها إلى حرب الاستنزاف. 

واعتبر الخبراء أن التقدم الروسي بطيء ومكلف، في حين أن الدفاع الأوكراني أصبح أكثر مرونة في تلك المنطقة المحورية، وهو ما يجعل كييف تراهن على حرب استنزاف وليس على معركة حاسمة.

وقالت ألكسندرا غوجون، أستاذة العلوم السياسية المتخصصة  في الشرق الأوروبي وأوكرانيا لـ"إرم نيوز"، إن أوكرانيا تواجه واقعاً يتمحور حول الالتزام بالدفاع وليس التقدم السريع. 

ورأت الباحثة الفرنسية أن مدنا، مثل كوستيانتينيفكا، ودروجيكيفكا، تشكّل "شرياناً لوجستياً" حيوياً لخطوط الإمداد الأوكرانية، وبسقوطها تُفقد كييف قدرة على الدفاع المنسق.

واعتبرت أن روسيا تدفع باحتياطياتها ببطء نحو هذه النقاط، في عملية "تمهيد" أكثر من عملية اختراق سريع.

 ولفتت إلى أن أوكرانيا تتبنى تكتيك "الحزام الدفاعي"، أو ما يمكن تسميته "حزام الحصون" ليس من أجل تحقيق نصر سريع، بل من أجل إطالة أمد الصراع، مما يزيد من كلفة الحرب على روسيا، ويمنح كييف وقتاً إضافياً.

أخبار ذات علاقة

الدخان يتصاعد بعد هجوم بوكروفسك

صراع حياة أو موت.. بوكروفسك "الحصان الرابح" في حسابات موسكو وكييف

وأشارت أستاذة العلوم السياسية الفرنسية إلى أن هذا الخيار يعكس اعترافاً بأن استرداد كل المناطق ليس مضموناً، وأن الأهمية، الآن، هي الحفاظ على القدرات، وإجبار العدو على استنزاف نفسه، وفق تعبيرها.

وقالت: "إن أوكرانيا لم تعد تراهن على طرد روسيا سريعاً، بل على جعل كل كيلومتر مكلفاً للعدو، ومدن مثل: كوستيانتينيفكا، ودروجيكيفكا، تشكل عماداً في هذا التمنع الدفاعي".

بدوره، قال أوليفييه فيدرين الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في الشؤون الروسية والأوكرانية والدفاع الأوروبي لـ"إرم نيوز"، إن أوروبا يجب أن تتحول إلى ما يسمّى "اقتصاد حرب" لدعم أوكرانيا بفاعلية، معتبراً أن تلك المهمة أهم من مجرد تأمين أسلحة.

وأشار فيدرين إلى أن أوكرانيا تفتقر إلى ذخائر، ومدفعية بعيدة المدى، وأن المعارك في حزام الحصون تحتاج إلى كلفة ضخمة، وبالتالي فإن الاستمرار في هذا الخطّ يعني أن كييف تراهن على الوقت والقدرة الدولية أكثر من الاعتماد على اختراق سريع.

ورأى أن هذا الحزام الدفاعي، وإن بدا كخيار ثانوي أو حتى دفاعي، إلا أنه في الواقع إستراتيجي لأنه يرجّح أن تجعل روسيا تصارع من أجل كل كيلومتر، وتجد نفسها غارقة في استنزاف لن يكون من مصلحتها.

أخبار ذات علاقة

آثار الضربات الصاروخية الروسية في بوكروفسك

القنابل الانزلاقية الروسية تهدد خطوط دفاع أوكرانيا.. سقوط بوكروفسك "على المحك"

ما الذي يعنيه "حزام الحصون" بالنسبة لأوكرانيا؟

ولفت الباحث الفرنسي إلى أن هذا المصطلح يشير إلى مجموعة مدن ونقاط دفاعية، مثل: كوستيانتينيفكا، ودروجيكيفكا، تقع غرب ودونكاستيك في شرق أوكرانيا، والتي إذا بقيت تحت سيطرة كييف، فإنها تشكل حاجزاً دفاعياً مهماً ضد التقدم الروسي.

واعتبر أن سقوط بوكروفسك يعني أن هذا الحزام قد يشق، مما يعطي للروس موطئاً لتمهيد هجوم نحو الغرب أو شمالاً، نحو مدن، مثل: كراماتورسك وسلوفيانسك، فإن خسارة بوكروفسك ستضعف خطوط الإمداد الأوكرانية، وتشكل نقطة انطلاق للروس، كما حذَّر من أن الخطوة ستجر أوروبا بأكملها إلى حرب الاستنزاف.

وتابع:" لذا، فإن الكفاح من أجل إبقاء هذا الحزام قائماً يعد أولوية لقيادة كييف، وتعبيراً عن استهلاك روسيا للوقت والموارد بدل تحقيق اختراق سريع".

ولفت إلى أن أوروبا تحتاج إلى أن تتحول إلى اقتصاد حرب، لأن الأسلحة وحدها لا تكفي، مضيفاً" أن كييف تواجه مشكلة، ماذا تفعل إذا كان لديها قذيفة واحدة والعدو لديه عشر؟ استمرارها في حزام الحصون يعتمد على القدرة الدولية وليس فقط على شجاعة المقاتلين" وفق تقديره.

أخبار ذات علاقة

قوات أوكرانية في بوكروفسك

روسيا: قواتنا تتقدم في بوكروفسك وتخوض معارك ضارية

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC