logo
العالم

القنابل الانزلاقية الروسية تهدد خطوط دفاع أوكرانيا.. سقوط بوكروفسك "على المحك"

آثار الضربات الصاروخية الروسية في بوكروفسكالمصدر: خدمة الطوارئ الأوكرانية

تعيش الجبهة الشرقية الأوكرانية مرحلة حرجة، إذ تواجه مدينة بوكروفسك ضغوطاً غير مسبوقة مع تصاعد الهجمات الروسية المتواصلة خلال الأسابيع الأخيرة. 

ورغم نفي كييف وجود خطر وشيك لسقوط المدينة، إلا أن احتمالات تطويقها بالكامل تتزايد يوماً بعد يوم، في ظل مؤشرات ميدانية تُظهر اشتداد القتال في جميع محاورها، خصوصاً في ميرنوهراد شمالاً، وفق صحيفة "يوراسيان ريفيو".

أرسلت هيئة الأركان الأوكرانية تعزيزات عاجلة إلى المنطقة، أبرزها تشكيلات هجومية جوية من فيلق الرد السريع السابع، ووحدة الطائرات المسيرة 425 (سكالا)، فيما زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي الجبهة لرفع الروح المعنوية.

في الوقت نفسه، نشرت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (GUR) وحدات نخبوية بقيادة الجنرال كيريلو بودانوف لتنفيذ عمليات دعم جوي وإنزال ميداني، بهدف تأمين خطوط الإمداد ومنع روسيا من قطع طرق الإمداد اللوجستية التي تُعد هدفاً استراتيجياً دائماً للجيش الروسي.

أخبار ذات علاقة

من المعارك في أوكرانيا

كييف في مواجهة "حرب الشتاء".. التمويل الأوروبي المعلّق يهدد خطوط الدفاع

ورغم صمود القوات الأوكرانية، يتصاعد الضغط الروسي في عدة محاور، حيث أسفرت الهجمات الصاروخية في دنيبروبيتروفسك عن خسائر فادحة، واستمرت الهجمات الاستنزافية في كوبيانسك بدعم من طائرات استطلاع مسيّرة FPV تعتمد على الألياف البصرية، ما أدى إلى تآكل الخطوط الدفاعية الأوكرانية.

تعكس هذه التطورات تطبيق روسيا مزيجاً من تكتيكات الاختراق البشري والذكاء الاصطناعي في الميدان، ما يزيد من صعوبة التصدي لها ميدانياً.

تفوّق الطائرات الروسية المسيّرة وتحدي البحر الأسود

في تطور لافت، بدأت روسيا باستخدام الطائرات الانتحارية "زالا لانسيت" لضرب المنصات البحرية الأوكرانية المسيّرة في البحر الأسود، مثل منصة "ماغورا-7" التي استُهدفت قرب سواحل شبه جزيرة القرم المحتلة.

وتشير المعطيات إلى أن موسكو وسّعت نطاق استخدام هذه الطائرات لتشمل أهدافاً أكثر تنوعاً، من دبابات ليوبارد-2 إلى مدافع هاوتزر ومعدات بحرية. 

ويكشف فحص حطام طائرات "لانسيت" في أوكرانيا عن احتوائها على وحدات معالجة أميركية من طراز Nvidia Jetson TX2، ما يمنحها قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تمكّنها من التعرف الآلي على الأهداف وتوجيه الضربات بدقة أكبر.

أخبار ذات علاقة

الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي

من السيطرة إلى "الاستسلام".. الحرب الإعلامية بين موسكو وكييف تحتدم في بوكروفسك

كما تم توثيق تزويد هذه الطائرات بألغام مضادة للدبابات، ما يزيد من تنوع استخدامها التكتيكي في الهجوم البري.

ويُعدّ هذا التحول مقلقاً لكييف، إذ يهدد أحد أهم مصادر تفوقها الميداني: أسطولها من الطائرات والزوارق البحرية المسيّرة، الذي كان وراء إلحاق خسائر مؤلمة بالأسطول الروسي في البحر الأسود منذ عام 2023.

القنابل الانزلاقية الروسية وتوسيع نطاق التدمير

تُظهر البيانات أن القوات الجوية الروسية أطلقت أكثر من 5300 قنبلة انزلاقية في أكتوبر وحده، وهو رقم قياسي في استخدام هذا النوع من الذخائر منذ بداية الحرب.

هذه القنابل، التي تُطلق من مسافات آمنة، تُعد أداة تدمير جماعي منخفضة التكلفة ومرتفعة الفاعلية، وغالباً ما تُستخدم بشكل عشوائي ضد البنية التحتية المدنية والعسكرية الأوكرانية.

توسّع استخدام هذه القنابل يُظهر تطوراً في استراتيجية موسكو الجوية، التي تسعى إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية عبر القصف واسع النطاق دون الحاجة إلى اختراق المجال الجوي مباشرة. 

ومن المتوقع أن يتزايد اعتماد روسيا عليها خلال شهري نوفمبر وديسمبر، مما سيضاعف الضغوط على منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (يمين) ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (يسار)

المجر تتحدى بروكسل.. تحالف ثلاثي لتقويض الدعم الأوروبي لكييف

سقوط بوكروفسك المحتمل قد يحدث إذا نجح الروس في خرق رئيسي لخطوط المدينة، ما سيؤدي إلى انهيار واسع للدفاعات ويشكل نقطة تحوّل في مسار الحرب شرق أوكرانيا.

أما مع تصاعد استخدام القنابل الانزلاقية، فإن مراقبة وتيرة استخدامها خلال الشتاء ستحدد قدرة أوكرانيا على الحفاظ على دفاعاتها الجوية، فيما قد تصبح كوبيانسك الجبهة التالية إذا لم تتمكن أوكرانيا من تثبيت خطوطها بسبب تغيّر نسبة القوات والتضاريس.

تواجه أوكرانيا حالياً مرحلة شديدة التعقيد عسكرياً، حيث تتكامل التكتيكات الروسية البرية، والهجمات الجوية الانزلاقية، والقدرات المسيّرة المعززة بالذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجية إنهاك طويلة الأمد.

بينما تحاول كييف الحفاظ على خطوطها الدفاعية وإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة، يُرجّح أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير بوكروفسك، وربما شكل الحرب ككل في عام 2026، مع استمرار موسكو في توظيف أدوات الحرب التقنية كجزء من تفوقها الميداني المتصاعد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC