logo
العالم

بوابة نفوذ تركي جنوب القوقاز.. لماذا تخشى إيران التقارب بين سوريا وأذربيجان؟

بوابة نفوذ تركي جنوب القوقاز.. لماذا تخشى إيران التقارب بين سوريا وأذربيجان؟
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يستقبل الرئيس السوري أحمد...المصدر: أ ف ب
26 يوليو 2025، 8:17 ص

أثار التقارب بين  سوريا وأذربيجان مخاوف إيران من أن تمتدّ الشراكات التجارية بين البلدين إلى بوابة للتمدد التركي وتوسيع نفوذ أنقرة في منطقة جنوب القوقاز.

ويشرح تقرير نشره موقع "المونيتور" أنّ زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان قبل أسبوعين خلفت قلقا لدى طهران التي تراجع نفوذها في سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي وإضعاف ميليشيا حزب الله، مقابل الصعود الناشئ لأذربيجان، التي تحافظ على علاقات متوازنة مع دول المنطقة ولا سيما سوريا وإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

حدود أذربيجان وأرمينيا

تحالف العدوين.. أذربيجان وأرمينيا تقودان مخططا لـ"طرد" روسيا من القوقاز

 وفي 12 يوليو/تموز، قام الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة استراتيجية إلى أذربيجان، إيذانًا ببدء فصل جديد في العلاقات الثنائية مع تركيز كبير على تعميق التعاون الاقتصادي. وبعيدًا عن السياسة والتجارة، أكد الشرع أن العلاقة بين دمشق وباكو راسخة في التاريخ والثقافة المشتركين، مؤكدًا دعم سوريا القوي لوحدة أراضي أذربيجان في ظل مشهد إقليمي متقلب.

اتفافات مهمة

ووقّعت باكو ودمشق مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، حيث وافقت أذربيجان على تصدير الغاز إلى سوريا عبر تركيا. وبالنسبة إلى سوريا، البلد الذي يعاني من نقص في الطاقة، تُمثّل هذه الاتفاقية نجاحًا كبيرًا من شأنه أن يُحسّن وضعها الداخلي بشكل كبير، ورغم أن الجدول الزمني لبدء التصدير لا يزال غير مؤكد، تشير التوقعات إلى أن أذربيجان ستُزوّد سوريا بحوالي مليار متر مكعب من الغاز سنويًا عبر تركيا، وفق التقرير.

وقد تصل صادرات أذربيجان من الغاز في نهاية المطاف إلى ما وراء سوريا، ومع إعادة تأهيل خط أنابيب الغاز التركي-السوري، من الممكن أن تُصدّر أذربيجان - وهي دولة ذات خبرة في التصدير إلى أسواق الشرق الأوسط - الغاز إلى دول أخرى مثل الأردن. وقد كُشف النقاب بالفعل عن مشاريع مُحددة لأنابيب الغاز.

أخبار ذات علاقة

 الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع

إحياء "فض الاشتباك".. هل تكون أذربيجان مفتاح الحل في الجولان؟

 وعلى سبيل المثال، كانت أذربيجان المورد الرئيسي للنفط لإسرائيل (عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان)، حيث غطت نحو 40-60% من احتياجات البلاد من النفط.

والأهم من ذلك، وفق التقرير، أن مذكرة التفاهم في مجال الطاقة مع سوريا تُعدّ جزءًا من استراتيجية أذربيجان الأوسع لتنويع صادراتها من الغاز. وتشهد سياسة باكو في مجال الطاقة، التي كانت تُركّز في السابق بشكل شبه حصري على أوروبا، تحوّلًا ملحوظًا: إذ يبرز الشرق الأوسط كمشترٍ قويّ لنفط وغاز بحر قزوين.

توترات إقليمية

ووفقا للتقرير أثارت زيارة الشرع مخاوف الدول المجاورة. وتشعر إيران بالقلق بشكل خاص، نظرًا لتراجع نفوذ طهران في سوريا منذ سقوط نظام الأسد.

وأضاف التقرير: "لقد انتقلت سوريا إلى دائرة النفوذ التركي، وطهران تشك في تواصل الشرع مع أذربيجان، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنها تنظر إلى الزيارة ــ وربما أذربيجان نفسها ــ باعتبارها جزءاً من مساعي أنقرة الأوسع نطاقاً لتعزيز النفوذ في جنوب القوقاز."

وأشار التقرير إلى أنه "في يوليو/تموز، طرحت الولايات المتحدة أيضًا فكرة التدخل في إدارة ما يسمى بممر زانجيزور - وهو طريق مقترح يمتد على طول الحدود الشمالية لإيران، وقد يقطع فعليًا وصولها البري إلى أرمينيا" مضيفا أنه "من المرجح أن تتجنب طهران أي تحركات استفزازية وتمتنع عن الصدام مع باكو طالما أن تعاون أذربيجان مع سوريا أو إسرائيل أو الولايات المتحدة لا يُهدد أمن طهران بشكل مباشر".

أخبار ذات علاقة

الرئيس السوري خلال لقائه بالرئيس الأذري

توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة بين سوريا وأذربيجان

 وقال تقرير "المونيتور" إنه "مع ذلك، ورغم استيائها، تحرص طهران الآن على الحفاظ على علاقات مستقرة مع أذربيجان، إذ لا تستطيع إيران تحمّل تدهور علاقتها مع جارتها الشمالية في وقت يتراجع فيه نفوذها الإقليمي، وقد حذّرت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من احتمال استئناف الضربات على الأصول العسكرية الإيرانية إذا لزم الأمر.

وتشير زيارة الرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان الأخيرة إلى باكو والمحادثات الودية مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى أن الجانبين ملتزمان بالحفاظ على العلاقات الطبيعية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC