يرى خبراء أن أذربيجان قد تكون لاعباً محورياً في أي تقارب محتمل بين دمشق وتل أبيب، خاصة بعد تقارير عن لقاءات سرية جمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باكو خلال زيارة الوفد السوري.
ويُرجع الخبراء هذا الدور إلى عدة عوامل، أبرزها العلاقات الاستراتيجية التي تربط أذربيجان بكل من إسرائيل وتركيا، إلى جانب مصالح اقتصادية وأمنية مشتركة قد تدفع باكو لوساطة فعّالة تزيل أهم العقبات بين الجانبين من أجل التطبيع وهي مسألة الجولان، فما الذي يفسر اختيار أذربيجان كساحة لهذه اللقاءات؟ وما الأهداف الخفية وراء هذا الدور؟.
الوجهة الأفضل
ويقول القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق الأحمد، إن ما جرى في باكو، هو دور أساسي لأذربيجان التي تتمتع بأهم علاقة تتسم بالقوة مع إسرائيل، وقد اختيرت من قبل تركيا التي تريد ألا يكون التقارب ما بين النظام الحالي في دمشق وما بين إسرائيل خارجاً عن إرادتها.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن باكو تُعتبر هي الوجهة الأفضل لهذه اللقاءات، وقد لعبت أذربيجان دوراً كبيراً في هذا التقارب، مشيراً إلى أنه تم التفاهم على الجانب الأمني من العلاقة.
صفقة كبرى
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، طلعت طه، إن أذربيجان وتركيا وإسرائيل لديهم مصالح مشتركة في المنطقة، خاصة في مجال الطاقة والاستثمارات، ولا يخلو الأمر من صفقه كبرى، وهي التطبيع المنتظر مع سوريا وضخ استثمارات كبرى لها.
وأضاف طه لـ"إرم نيوز" أن باكو تلعب دور الوسيط في التقارب بين دمشق وتل أبيب، حيث تمت لقاءات مباشرة تجمع بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في العاصمة الأذربيجانية، من أجل إعادة تفعيل اتفاق (فض الاشتباك) الموقع عام 1974، الذي يشمل وقف العمليات القتالية بإشراف أممي في المنطقة العازلة بين الطرفين، وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية في هضبه الجولان والتمهيد للاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وسيط مؤثر
وأوضح طه، أنه بعد قطيعة وإغلاق لسفارة أذربيجان دامت 13 عاماً عادت أذربيجان واستأنفت عمل سفارتها في دمشق، مما يعكس رغبتها في تعزيز العلاقات مع سوريا، ولأن باكو ترعى محادثات بين تركيا وإسرائيل، مما يدل على دورها كوسيط في المنطقة.
وتوقع الخبير توقيع اتفاقيات اقتصادية بين سوريا وأذربيجان، خاصة في مجالات التجارة والزراعة والطاقة، ولكن الهدف المعلن هو تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتحقيق مصالح مشتركة.