حذرت جامعة بلجيكية مرموقة، خلال الأيام الأخيرة، موظفيها بشكل عاجل من المخاطر المحتملة للتعاون مع الجامعات الأمريكية، في ظل حملة الرئيس، دونالد ترامب، المستمرة على مؤسسات التعليم العالي، بحسب ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو".
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى موظفيها، قالت جامعة "غينت" إن "حكومة الولايات المتحدة اتخذت عدة إجراءات تهدد استقلالية الجامعات والحرية الأكاديمية"، ونظرًا لتعاونها البحثي الواسع مع المؤسسات الأمريكية، عبرّت الجامعة عن قلقها إزاء هذه التطورات.
وتُعد جامعة "غينت" من الجامعات الرائدة عالميًّا، حيث احتلت المرتبة 109 عالميًّا والثانية في بلجيكا، وفقًا لتصنيف أفضل الجامعات العالمية لعام 2025.
وحددت الجامعة مجموعة من الإرشادات وأفضل الممارسات للأكاديميين والطلاب المسافرين إلى الولايات المتحدة، مسلّطة الضوء على تشديد الرقابة على الحدود، وتغيّر المواقف تجاه المثليين، وإمكانية اعتقال الباحثين الذين انتقدوا إدارة ترامب علنًا.
كما نصحت "غينت" الباحثين العاملين في مشاريع بالشراكة مع مؤسسات أمريكية، ولا سيما تلك التي تتناول "المواضيع التي تعتبرها واشنطن حساسة، مثل: تغير المناخ، وحقوق المتحولين جنسيًّا، وبرامج التنوع والمساواة والشمول، بتخزين بياناتهم على خوادم داخلية.
وأضافت الجامعة "بهذه الطريقة، يُمكن تجنب حذف البيانات إذا كانت على خادم أمريكي".
وقد شنّ ترامب حملة غير مسبوقة ضد بعض أعرق الجامعات الأمريكية، مطبّقًا لوائح أكثر صرامة ومهدّدًا بتجميد أو قطع التمويل الفيدرالي ما لم تمتثل المؤسسات لمطالب إدارته.
في الـ14 من أبريل/نيسان، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية عن خطط لتجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي المُخصّص لجامعة هارفارد، بعد أن رفضت الجامعة، وهي من جامعات رابطة اللبلاب، مطالب البيت الأبيض بتبني سياسات جديدة بشأن سلوك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والقبول.
وفي الأسبوع الماضي، أعرب رئيس جامعة غنت، ريك فان دي وال، عن دعمه لجامعة هارفارد.
وقال إن "السيطرة السياسية على المهام الأساسية للجامعات وإسكات الأكاديميين أمر غير مقبول في الولايات المتحدة وخارجها. يجب ألا نقبل أبدًا أن يكون للسياسيين الكلمة الفصل في شأن الجامعات. فهذا من صلاحيات أساتذة الجامعات وطلابها".