شكك تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية بمصداقية إعلان روسيا "تحرير" مقاطعة كورسك، التي سيطرت عليها أوكرانيا في هجوم مفاجئ العام الماضي، بشكل كامل.
وقالت الصحيفة إنّه مع استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاحتفال بيوم النصر، قد يكون الحديث عن انتصار على الحدود سابقًا لأوانه.
وبحسب الصحيفة، بعد أشهر من القتال، بُشِّر بتحرير كورسك عبر مقطع فيديو غير واضح صوّرته طائرة دون طيار لجندي يلوّح بالعلم الروسي ثلاثي الألوان من سطح منزل مُدمَّر.
وفي حين يبدو أن الفيديو، الذي نشره مدونون عسكريون روس يوم السبت، صُوِّر في قرية غورنال، آخر معقل عسكري لأوكرانيا على الأراضي الروسية، سارع الرئيس بوتين إلى إصدار إعلانٍ كان يطمح إليه منذ ثمانية أشهر، مُعلنًا فيه إخلاء المنطقة بالكامل من القوات الأوكرانية.
وبينما رفضت كييف هذا الادعاء واعتبرته "أمنيات"، تُشير تقييمات مستقلة إلى أنه على الرغم من استعادة روسيا معظم المواقع الأوكرانية في كورسك، فإن المناطق الحدودية لا تزال منطقة رمادية من الأراضي المتنازع عليها.
وفي هذا السياق، صرّح ريبار، المدون العسكري الروسي المرموق، يوم الاثنين، أن القوات الأوكرانية لا تزال متمركزة في الوديان والمنخفضات على طول الحدود.
وأضاف أن هذه "مناطق يصعب الوصول إليها واجتيازها، لذلك من المرجح أن يتمكن العدو من الاحتفاظ بها لبعض الوقت؛ حتى مع القصف المتواصل وضربات الطائرات المسيّرة".
وعلى الرغم من أن القوات الروسية شنت، في الأسابيع الأخيرة، غارات عبر الحدود على سومي، المنطقة الأوكرانية المجاورة لكورسك، يُعتقد أن ذلك محاولة لإنشاء منطقة عازلة.
لكن المدون ريبار قال إنهم لم يحققوا ذلك بعد، ما ترك الجنود عرضة لغارات واعتداءات عبر الحدود من قِبل مجموعات صغيرة من وحدات القوات الخاصة الأوكرانية.
وفي السياق ذاته، أعلن فوج العمليات البحرية الخاص الثالث والسبعون الأوكراني، يوم الأحد، أنه هاجم مواقع روسية في كورسك، وأسر جنديين من اللواء البحري 810.
ويبدو أن هذا الادعاء تأكد لاحقًا عندما أبلغ القائم بأعمال قائد الفرقة 810 بوتين بأن "مجموعات متفرقة وجنودًا أفرادًا" لا يزالون في المنطقة، ما يتناقض مع إعلان الرئيس النصر في كورسك قبل يوم واحد فقط.
من جانبه، أفاد معهد دراسات الحرب، الأسبوع الماضي، باستمرار القتال في منطقة بيلغورود الروسية، المتاخمة لكورسك.
وخلصت الصحيفة إلى أن ادعاء الكرملين استعادة كورسك قد يكون مرتبطًا بالتوقيت أكثر من ارتباطه بالوضع الفعلي في ساحة المعركة؛ إذ تحتفل روسيا، الجمعة المقبلة، بالذكرى الثمانين لانتصارها على ألمانيا النازية، وهو احتفال يُعرف بـ"يوم النصر"، ويحتل مكانة بارزة في أجندة نظام بوتين العسكري.