شهدت بنغلاديش موجة من الاحتجاجات العنيفة في عدة مدن، أبرزها العاصمة دكا، عقب الإعلان عن وفاة شريف عثمان هادي، أحد أبرز قادة الشباب ومنسق حركة "إنكيلاب مانشا"، في تطور ينذر بتصعيد سياسي وأمني قبل أسابيع من الانتخابات الوطنية المرتقبة.
وأضرم متظاهرون النار في مكاتب صحيفتي "بروثوم ألو" و"ديلي ستار"، وهما من أوسع الصحف انتشاراً في البلاد، مساء الخميس 19 ديسمبر، بعد انتشار خبر وفاة هادي، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كان شريف عثمان هادي، المتحدث باسم منصة "إنكيلاب مانشا" والمرشح في الانتخابات العامة المقبلة، قد تعرّض لإطلاق نار في الرأس من قبل مهاجمين ملثمين يوم الجمعة الماضي، أثناء إطلاقه حملته الانتخابية في دكا، بحسب "سي إن إن".
ونُقل هادي في البداية إلى أحد المستشفيات المحلية لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يتم نقله جواً إلى سنغافورة لتلقي علاج متقدم، حيث ظل على أجهزة الإنعاش لمدة ستة أيام قبل أن يُعلن عن وفاته في وقت متأخر من مساء الخميس.
عقب الإعلان عن وفاته، خرجت حشود غاضبة إلى الشوارع، مرددة شعارات تستحضر اسم هادي، ومطالبة بتحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
وأظهرت مقاطع الفيديو أعمال تخريب واسعة، ولا سيما في محيط المؤسسات الإعلامية، ما زاد من حدة التوتر.
وأفادت السلطات بنشر تعزيزات من الشرطة والقوات شبه العسكرية في عدد من المناطق، فيما أعلنت إدارة الإطفاء أن الحريق الذي اندلع في مبنى صحيفة "ديلي ستار" تمّت السيطرة عليه. ولم تُصدر الشرطة تعليقاً رسمياً فورياً بشأن الأحداث.
وكان نشطاء قد أغلقوا في وقت سابق من الأسبوع تقاطع طرق رئيسياً في دكا، مطالبين باعتقال المتورطين في الهجوم على هادي.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر به البلاد، إذ تُدار بنغلاديش منذ أغسطس 2024 من قبل حكومة مؤقتة برئاسة الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس، عقب فرار رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة إلى الهند إثر انتفاضة طلابية واسعة.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الوطنية في 12 فبراير المقبل.
وفي خطاب متلفز إلى الأمة عقب وفاة هادي، وصف يونس الحادثة بأنها "خسارة لا تعوض للحياة السياسية والديمقراطية في البلاد"، داعياً المواطنين إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس.
وأكد التزام الحكومة بإجراء تحقيق شفاف وتقديم جميع المسؤولين إلى العدالة، محذراً من أن العنف قد يقوض فرص إجراء انتخابات نزيهة.
وأعلنت الإدارة المؤقتة، يوم السبت، حداداً رسمياً، مع تنكيس الأعلام الوطنية وإقامة صلوات خاصة في مختلف أنحاء البلاد.
لم تقتصر أعمال العنف على دكا، إذ أفادت تقارير بوقوع اضطرابات في مدن أخرى، من بينها مدينة شيتاغونغ الساحلية.
وتزامنت هذه الأحداث مع احتجاجات مناهضة للهند اندلعت في وقت سابق من الأسبوع، في ظل تدهور العلاقات بين البلدين منذ لجوء الشيخة حسينة إلى نيودلهي.
ويوم الأربعاء، تظاهر مئات الأشخاص تحت شعار "يوليو أويكيا" (وحدة يوليو)، متجهين نحو المفوضية العليا الهندية في دكا، وهم يهتفون بشعارات مناهضة للهند، ويطالبون في الوقت نفسه بعودة حسينة إلى البلاد.