أعلنت روسيا، يوم الإثنين، أن أوكرانيا دخلت "المرحلة الأخيرة" من صنع "قنبلتها القذرة"؛ الأمر الذي تشير إليه موسكو منذ الأحد، والذي رفضته كييف وحلفاؤها الغربيون بشدة.
وقال المسؤول عن المواد المشعّة والمنتجات الكيميائية والبيولوجية داخل الجيش الروسي اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، في بيان: "وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك منظمتان أوكرانيتان لديهما تعليمات محددة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة. دخل عملهما المرحلة النهائية".
وأثار اتهام روسيا لأوكرانيا بأنها تتجه بمساعدة غربية إلى استخدام "قنبلة قذرة" في حربها الدائرة مع موسكو، غضب حلفاء كييف الغربيين.
وسارعت واشنطن وباريس ولندن، إلى رفض ما وصفته بالمزاعم الروسية، بوجود نية لأوكرانيا لاستخدام قنبلة قذرة، محذرة في نفس الوقت روسيا من استخدام أي ذريعة لتصعيد النزاع في أوكرانيا.
ما هي القنبلة القذرة؟
صُممت القنبلة القذرة لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، ما يجعلها خطرة على المدنيين.
لكن على عكس القنبلة الذرية، لا تحدث القنبلة القذرة انفجارا نوويا، فهي مزيج من المتفجرات كالديناميت مع مسحوق مشع. وعندما يتم تفجير المتفجرات، تنتشر المواد المشعة إلى المنطقة المحيطة.
وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) -وهو منظمة خدمية تُعنى بالصحة العامة- يكمن الخطر الرئيسي للقنبلة القذرة في الانفجار الذي يمكن أن يتسبب في إصابات خطيرة وأضرار في الممتلكات.
وأوضح المركز، بالقول: "صحيح أنه من المحتمل ألا تؤدي المواد المشعة المستخدمة في القنبلة القذرة إلى التسبب في مرض خطير فوري، لكن الأشخاص القريبين جدا من موقع الانفجار، معرضون لذلك".
وبين أن "الغبار المشع والدخان المنتشر، قد يشكل خطورة على الصحة إذا تم استنشاقه؛ نظرا لأن الأشخاص لا يمكنهم رؤية الإشعاع أو شمه أو الشعور به أو تذوقه".
من جانبه، يوضح مجلس التنظيم النووي الأمريكي، أن "القنبلة الذرية تحدث انفجارا أقوى بملايين المرات من القنبلة القذرة".
ويضيف المجلس: "يمكن لسحابة الإشعاع الصادرة عن القنبلة الذرية أن تنتشر آلاف الأميال المربعة، في حين أن إشعاع القنبلة القذرة يمكن أن يتشتت على بعد بضعة كتل أو أميال من الانفجار".
سلاح اضطراب شامل
ولا تعتبر القنبلة القذرة سلاح دمار شامل، بل "سلاح اضطراب شامل، حيث التلوث والقلق هما الهدفان الرئيسيان"، بحسب المجلس.
وأشار المجلس إلى أن القنبلة القذرة "لن تخلق إشعاعا كافيا لقتل الناس أو التسبب في مرض شديد"، مضيفا أن "المتفجرات التقليدية نفسها ستكون أكثر ضررا على الأشخاص من القنبلة القذرة".
وتابع أن القنبلة القذرة رغم ذلك "يمكن أن تخلق الخوف والذعر وتلوث الممتلكات وتتطلب تنظيفا مكلفا".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان مشترك مع الحكومتين البريطانية والفرنسية: "أوضحت بلداننا أننا جميعا نرفض المزاعم الكاذبة لروسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها".
وأضاف البيان: "العالم سيرى من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء، ذريعة للتصعيد. نرفض أي ذريعة للتصعيد من جانب روسيا".
فيما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاتهامات الروسية، قائلا في رده على موسكو: "إذا كانت روسيا تقول إن أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمرا واحدا، وهو أن روسيا سبق أن اعدت كل ذلك، أعتقد أن على العالم أن يرد بأقسى قدر ممكن".