فتحت آلاف المكاتب أبوابها في ساحل العاج اليوم السبت، حيث بدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية تخيم عليها توترات سياسية بين الرئيس المنتهية ولايته الحسن واتارا وقوى المعارضة بعد استبعاد معظم رموزها.
ويُتوقع على نطاق واسع أن يفوز واتارا بولاية رئاسية رابعة، خاصة مع استبعاد أبرز رموز المعارضة على غرار لوران غباغبو وتيجان تيام، وينافس الرئيس المنتهية ولايته 4 مرشحين آخرين هم سيمون إهيفيت غباغبو، وأهوا دون ميلو، وباسكال آفي نغيسان، وجان – لويس بيلون.
وخلال حملته الانتخابية، ركّز واتارا البالغ من العمر 83 عامًا على ما حققه من إنجازات اقتصادية وسياسية في 15 عامًا، خاصة الاستقرار الأمني في بلد تشهد المنطقة المحيطة به – غرب إفريقيا – توترًا كبيرًا بسبب نشاط الجماعات المتشددة والمتمردة.
ومن المحتمل أن تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في غضون 5 أيام، وستقام جولة إعادة إذا تعذر عن الفائز الحصول على أكثر من 50 % من الأصوات.
وعلى الرغم من ترشحه إلا أنّ واتارا أكد خلال حملته الانتخابية ضرورة تجديد الفريق الذي يدير البلاد التي تعد أكبر منتج للكاكاو في العالم، وقال: "نحن نعلم أن البلاد بحاجة إلى تجديد فريقها، ليس من السهل العمل بالوتيرة نفسها في هذا العمر".
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، على الأمر بالقول إن "من الواضح أن الرئيس واتارا في طريق مفتوحة للفوز بولاية رابعة على الرغم من أن ذلك سيقود إلى اتهامات له بخرق الدستور الذي لا يتيح له الترشح".
وتابع كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه "مع استبعاد غباغبو وتيجان اللذين يملكان شعبية واسعة، من قبل المجلس الدستوري فإن فرص نجاح واتارا تبدو كبيرة، وقد بدا ذلك واضحًا من خلال عجز المعارضة عن تعبئة الشارع ضده خلال الأيام الفائتة".
وشدد على أن "واتارا نجح إلى حد ما في النأي ببلاده عن أي توترات أمنية خلال السنوات الماضية، وهذا إنجاز يحسب له بالنظر لما تعرفه المنطقة من حالة من عدم الاستقرار، لكن سياساته لم ترتق لتطلعات شعب ساحل العاج، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، ومع ذلك أتوقع فوزه في هذا الاستحقاق".
وتجدر الإشارة إلى أن ساحل العاج من أكثر الاقتصادات نموًا في إفريقيا، وتعتبر سنداتها الدولية من الأفضل في العالم وهي نقاط ركز عليها واتارا، الذي وجه سياساته في السنوات الماضية إلى تحسين البنى التحتية وتعزيز قطاع التعدين.
