الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تواجه كوت ديفوار (ساحل العاج) توترًا متصاعدًا قبل أقل من عشرة أيام على الانتخابات الرئاسية، حيث تكافح المعارضة لتنظيم حشد فعّال ضد استمرارية النظام، في ظل تشديد أمني واسع بالعاصمة أبيدجان.
وبعد فشل مظاهرة السبت الماضي، أطلقت الجبهة المشتركة، التي تضم الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار وحزب الشعب التقدمي، حملة تحت شعار "لنقطع كل شيء حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول"، موعد الجولة الأولى من الانتخابات.
وفي الوقت الذي تفرض فيه قوات الأمن حصارًا ومراقبة دقيقة على أبيدجان، أعلنت المعارضة أنها ستركز تحركاتها في المدن الداخلية، وسط مؤشرات على تصاعد الغضب الشعبي رغم السيطرة الأمنية الظاهرة.
وأعقب ذلك ظهور بوادر تمرد، تمثلت في إقامة حواجز وقطع طرق، أعقبتها مواجهات في عدد من المناطق.
وفي اليوم التالي، اقتحمت مجموعات من الشبان المدارس الإعدادية والثانوية لتعطيل الدراسة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع من يُعرفون في ساحل العاج بـ"الفيلق المُلبس"، وهو المصطلح الذي يُطلق على جميع قوات الأمن والنظام.
وانتشرت صور شاب مصاب على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعلن المديرية العامة للشرطة الوطني رسميا وفاته، مشيرة إلى أن الضحية قُتل على يد "مجهولين". وبعد دقائق، ردّ ناشطون على الإنترنت بنشر صورة لضابط شرطة يُعتقد أنه أطلق النار عليه.
كما ترددت أنباء عن وفاة رضيع اختناقا بالغاز المسيل للدموع، وتعرض امرأة حامل في شهرها الثامن للضرب، إلا أن هذه المعلومات وُصفت بأنها مضللة، بعد أن تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل التحقق من صحتها أمرًا بالغ الصعوبة.
في المقابل، لا يزال شعار المعارضة "اقطعوا كل شيء" يواجه صعوبات في ترجمته إلى تحرك ميداني فعّال، إذ لا تزال التعبئة محدودة في الجنوب والوسط، معقل أنصارها، بينما يسود الهدوء مناطق الغرب، التي تُعدّ قاعدة الرئيس السابق لوران غباغبو.
وقالت المتحدثة باسم حزب الشعب التقدمي، حبيبة توري، إن الحزب سيواصل التحرك ميدانيا عبر مظاهرات يومية والتحضير لمسيرة وطنية جديدة، رغم فشل مظاهرة 11 أكتوبر وغياب استراتيجية واضحة لدى الجبهة المعارضة، التي تبدو مترددة في خطواتها المقبلة.
وأثار غياب القادة البارزين وصمتهم انتقادات واسعة داخل صفوف المعارضة، بعد تأخر رئيس الحزب الديمقراطي، تيجان ثيام، في التعليق على اعتقال ناشطيه والهجوم على منزل نائبه، فيما اعتُبر صمت غباغبو مفهومًا، لكن بطء ردّ ثيام المقيم في باريس وُجه بانتقادات شديدة حتى داخل حزبه.
ورغم هذه التطورات، لم تُعلن الحكومة انتصارها بعد، إذ أعرب الرئيس المنتهية ولايته الحسن واتارا عن استيائه من ضعف الحضور في أول تجمع انتخابي له بمدينة دالوا في 11 أكتوبر/تشرين الأول، بعدما خطفت مظاهرة أبيدجان الأضواء.
ورغم إعلان فريق حملته ثقته بالفوز في الجولة الأولى بنسبة تتجاوز 80%، فإن بؤر التمرد الصغيرة في أنحاء البلاد تثير قلق الحكومة.
يذكر أن انتخابات 2020 شهدت مقتل 85 معارضًا، وكان الحراك الأوسع آنذاك في المناطق الداخلية التي تقف اليوم على حافة الغليان مجددًا.