الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
قبل ساعات حاسمة من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج، اتسم المناخ السياسي بحالة من عدم الثقة والتوترات بين الحكومة والمعارضة، خاصة بعد حادثة ما يسمى بـ"التظاهرات المحظورة".
ووسط غياب الحماس الشعبي إزاء الحملة الانتخابية في ساحل العاج التي تبدو محسومة لصالح الرئيس الحسن واتارا المرشح لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر، لم يكسر هذه الصورة سوى حكم قضائي صدر في أبيدجان ضد 32 شخصًا بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة "الإخلال بالنظام العام" و"التجمع على الطريق العام".
ووفقًا للقضاء، يُزعم أن هؤلاء المواطنين شاركوا في مظاهرة محظورة في 11 أكتوبر، نُظمت بدعوة من الجبهة المشتركة، وهي تحالف يضم الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار وحزب الشعب التقدمي لكوت ديفوار.
واستمعت المحكمة إلى أقوال المتهمين، حيث نفوا جميعًا مشاركتهم في المسيرة، وادعى عدد منهم أنهم أُلقي القبض عليهم أثناء توجههم إلى مواعيد شخصية أو جنازات، بالقرب من مفترق طرق سان جان في كوكودي، نقطة الانطلاق المُخطط لها للمظاهرة.
واستنكر محامو الدفاع القرار ووصفوه بأنه "جائر" و"ذو دوافع سياسية"، واصفين الاتهامات بأنها لا أساس لها.
ويأتي هذا الحكم في إطار سلسلة من الإدانات المماثلة، ففي الأسبوع الماضي، حُكم على حوالي 50 شخصًا آخرين بالعقوبة نفسها.
ووفقًا لوزارة الداخلية، أُلقي القبض على أكثر من 700 شخص في الأيام الأخيرة في جميع أنحاء البلاد.
وتبرر السلطات هذه الاعتقالات بضرورة "حماية الاستقرار الوطني"، وتزعم أن بعض الأفعال "تشبه أعمالًا إرهابية".
وقد تم حشد أكثر من 44 ألف عنصر من قوات الأمن للإشراف على فترة الانتخابات.
وبالنسبة لأحزاب المعارضة، تعكس هذه الموجة من الاعتقالات رغبة الحكومة في قمع أي معارضة.
وقد ندد الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار بزعامة تيجان ثيام بـ"الإطار القمعي الذي يهدف إلى إسكات المعارضة" ودعا إلى "حوار سياسي عاجل وصادق".
ويحتج النشطاء بشكل خاص على استبعاد زعيميهم، لوران غباغبو وتيجان ثيام، من السباق الرئاسي، وعلى ترشح الرئيس المنتهية ولايته، الحسن واتارا، لولاية رابعة.
كما انتقدت العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية الحظر الممنهج للمظاهرات، بينما تُصر الحكومة على أن هذه المسيرات "تخريبية بطبيعتها".
على صعيد المعارضة، يبدو أن الجبهة المشتركة معطلة، فقد توقفت المظاهرات المتفرقة التي اندلعت هنا وهناك خلال الأسبوع الماضي، بينما فشلت المعارضة حتى الآن في مساعيها لحشد الجماهير، فقد اتسمت عطلة نهاية الأسبوع بالهدوء بشكل خاص.
وحتى منصات التواصل الاجتماعي التي يديرها أنصار أحد المعسكرين ظلت صامتة.
ويفسر مراقبون ذلك بالقمع، إذ يتم تقديم سبب آخر يتعلق أيضًا بذكريات حرب 2010-2011 ووفاة 85 شخصًا خلال انتخابات 2020، فلا أحد يريد أن يعيش تلك اللحظات المروعة مرة أخرى.