logo
العالم

قبل انتخابات الرئاسة.. المعارضة في ساحل العاج تبحث عن زعيم

تجمع انتخابي في أبيدجان- ساحل العاجالمصدر: (أ ف ب)

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار (ساحل العاج) في 25 أكتوبر، يحتدم الجدل داخل صفوف المعارضة حول الشخصية القادرة على توحيد صفوفها في مواجهة الرئيس الحاكم الحسن واتارا.

وتتجه الأنظار نحو سيمون إهيفيه غباغبو، السيدة الأولى السابقة ذات القاعدة الشعبية الواسعة، وجان-لويس بيلون، الوزير السابق والنائب المنشق عن الحزب الديمقراطي الإيفواري (PDCI). 

وبينما يسعى كلٌّ منهما إلى تجسيد بديل حقيقي للنظام الحالي، يظلّ السؤال مطروحاً: هل يستطيع أحدهما كسر الانقسامات العميقة داخل المعارضة وتقديم جبهة موحدة أمام واتارا؟

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، فإن الرئيس الحسن واتارا يبدو في موقع مريح للفوز بولاية رابعة، مستفيدًا من قوة حزبه "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" (RHDP) الذي نجح خلال السنوات الأخيرة في توسيع قاعدته السياسية واستقطاب فئات جديدة من الناخبين.

أخبار ذات علاقة

الحسن واتارا

ترشيح الزعيم العاجي الحسن واتارا لولاية رئاسية رابعة

 وفي المقابل، ما تزال المعارضة تعاني تشرذمًا حادًا وانقسامات داخلية فاقمتها الخلافات الشخصية والتباينات الأيديولوجية، لا سيما بعد وفاة الزعيم التاريخي هنري كونان بيدييه عام 2023، الذي كان يشكل رمزًا لوحدة الصف المعارض.

وشدد التقرير على أنه في هذا المشهد المتشعب، تحاول سيمون إهيفيه غباغبو، وهي من أبرز الشخصيات السياسية النسائية في البلاد، أن تستعيد زمام المبادرة، فقد أطلقت في مارس الماضي التحالف من أجل انتقال سلمي في كوت ديفوار (CAP-CI)، وهو إطار يضم نحو عشرين حزبًا معارضًا يسعى لتوحيد الجهود في مواجهة النظام.

غير أنّ هذا التحالف سرعان ما تراجع تحت وطأة الخلافات الداخلية، لتعلن غباغبو في سبتمبر انسحابها منه والتفرغ لحملتها الانتخابية، في وقت يجري الحديث عن تنسيق محتمل بينها وبين أهووا دون ميلو، المنشق عن حزب "الشعوب الإفريقية-كوت ديفوار" (PPA-CI) الذي يقوده زوجها السابق الرئيس السابق لوران غباغبو.

في المقابل، يطرح جان-لويس بيلون نفسه كوجه إصلاحي قادر على استقطاب شرائح من الطبقة الوسطى ورجال الأعمال.

الوزير السابق، الذي يقود اليوم حزب المؤتمر الديمقراطي (Code)، يستند إلى تحالف يضم 18 حزبًا وتيارًا سياسيًا صغيرًا، ويقدّم برنامجًا يدعو إلى "الوحدة الوطنية" وتجاوز الاستقطاب التقليدي بين معسكري واتارا وغباغبو.

وبصفته وريثًا لمجموعة "سيفكا" الصناعية، يسعى بيلون إلى توظيف خبرته الاقتصادية في إقناع الناخبين بقدرته على إدارة مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار. لكن خبراء يرون أن الطريق أمامه لن تكون سهلة.

وبحسب المحلل السياسي جيفري-جوليان كواو، "فمن دون دعم واضح من تيجاني تيام أو قواعد الحزب الديمقراطي التاريخي، سيجد بيلون صعوبة في توسيع قاعدته الانتخابية".

أما داخل صفوف المعارضة، فيُخشى أن تؤدي المنافسة بين بيلون وغباغبو إلى مزيد من التشتت بدلًا من توحيد المواقف.

وخلص تقرير المجلة الفرنسية إلى القول إنه في ظل غياب توافق واضح على مرشح موحد، يبدو أن معركة أكتوبر لن تغيّر موازين القوى السياسية في ساحل العاج، حيث يواصل حزب واتارا الحاكم التفوق بفضل تنظيمه القوي وقدرته على الحشد.

ووفق مراقبين، سيشكّل هذا الاستحقاق اختبارًا مهمًا لقياس مدى جاهزية المعارضة لإعادة ترتيب صفوفها استعدادًا للانتخابات التشريعية المقررة في ديسمبر المقبل، التي قد تفتح الباب أمام بروز قيادة جديدة قادرة على إعادة رسم المشهد السياسي الإيفواري.

أخبار ذات علاقة

من انتخابات سابقة

بين الحسن واتارا وتيجان ثيام.. صراع انتخابي ساخن على رئاسة ساحل العاج

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC