الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
قدّم صحفيان فرنسيان في كتاب استقصائي جديد بعنوان "القطيع"، صورة وُصفت بـ"المقلقة" عن واقع حركة "فرنسا الأبية" (LFI) بقيادة جان-لوك ميلانشون.
ويسلّط الكتاب الذي يستند على تحقيق استقصائي، مدعوم بشهادات من شخصيات انفصلت عن الحركة، أبرزها راكيل غاريدو، الضوء على التوتر المزمن بين الكاريزما الفردية، والانضباط الجماعي داخل اليسار الفرنسي.
ويطرح الكتاب، تساؤلات جوهرية حول مستقبل الديمقراطية الداخلية في صفوف المعارضة التقدمية، في وقت يتصاعد فيه تهديد اليمين المتطرف في فرنسا.
شارك أوليفييه بيرو، الصحفي السياسي في صحيفة "لوموند"، في تأليف كتاب "La Meute" (القطيع)، إلى جانب شارلوت بيليك من صحيفة "ليبيراسيون"، وهو عمل استقصائي يتناول آليات عمل حركة "فرنسا الأبية".
وخلال استضافتها في إذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية، الأربعاء، أكدت راكيل غاريدو صحة ما ورد في كتاب "القطيع"، بشأن ما وصفته بـ"الأساليب السلطوية" لزعيم "فرنسا الأبية"، جان-لوك ميلونشون.
والكتاب، الصادر عن دار فلاماريون، يقدّم صورة قاتمة للزعيم اليساري: رجل عنيف، يهين الآخرين، ولا يحترم أحداً، ويطالب بولاء مطلق له، ويقود حركته كـ"زعيم طائفي" جعل منها "أشبه بفرقة مغلقة"، وفق توصيف الكاتبين.
وقال الباحث فرانسوا ميسيريه، إن "ما تكشفه هذه التحقيقات ليس مجرد نزاع شخصي بين ميلاونشون والمقربين منه سابقًا، بل هو عرض لأزمة داخلية عميقة داخل اليسار الفرنسي.
وأضاف ميسيريه لـ"إرم نيوز"، أن "الأساليب التسلطية، والافتقار إلى الديمقراطية الداخلية، يقوّضان مصداقية حركة كان يُفترض أن تكون أداة لتجديد اليسار".
وأوضح أن "ما تطرحه غاريدو يعكس خشية حقيقية من أن تتحول هذه الحركة من مشروع سياسي تقدمي إلى بنية مغلقة تتمحور حول شخص واحد، وهو أمر لا يمكن لليسار أن يتحمله في ظل التهديد المتصاعد من اليمين المتطرف".
ووصف الكاتبان حركة "فرنسا الأبية" بأنها مكان يسوده "الخوف والرعب".
وأثارت مقتطفات من الكتاب، نُشرت في "لوموند"، يوم الأحد، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية، لا سيما في صفوف اليسار.
وقلّل النائب مانويل بومبار من أهمية الكتاب، قائلاً: "لن يثير اهتمام أحد"، بينما اعتبرت البرلمانية ماتيلد بانو أنه "ينقل أكاذيب متتالية".
أما راكيل غاريدو، التي كانت مقربة من ميلونشون لأكثر من 30 عامًا قبل أن تنفصل عنه وتشارك في تأسيس حركة "ما بعد"، فقد أكدت صحة ما ورد في الكتاب: "نعم، بالتأكيد هذا صحيح. وأعتقد أن ذلك إحدى المشاكل الرئيسة التي تواجه اليسار".
وأضافت غاريدو: "كل ما قرأته في المقتطفات المنشورة في لوموند، وما سمعته، أستطيع أن أؤكده تمامًا. لقد كنا نناضل من أجل الجمهورية السادسة، ومن أجل كسر نموذج الرجل المنقذ أو الرئيس الملكي، لكننا انتهينا إلى حركة لا تضم فعليًا سوى 3 أعضاء، والرئيس لا يُنتخب من قبل أحد".
وفي معرض نقدها، قالت إن هذا الوضع يضعف قدرة الحركة على إنتاج "ثقافة ديمقراطية مضادة" في مواجهة أنصار ماكرون؟
وتابعت: "لا يمكنك الانضمام إلى 'فرنسا الأبية'؛ لا توجد عضوية حقيقية. بل هو جهاز يسمح لميلونشون بتغيير الخط السياسي كما يغيّر قميصه، وبأساليب فجّة".
كذلك عبّرت غاريدو عن خلاف إستراتيجي حديث مع ميلونشون بشأن مسألة توحيد صفوف اليسار.
وقالت: "أمضيت 30 عامًا من حياتي إلى جانبه، بدأنا معًا في الحزب الاشتراكي، ثم أنشأنا حزب اليسار. خضنا معارك شرسة ضد فرنسوا هولاند الذي اتهمناه بالانزلاق نحو الليبرالية الاجتماعية. وبعد 13 عامًا من النضال، حققنا النصر على المستوى البرنامجي، وقلنا إن الوقت قد حان لتوحيد اليسار". ثم تابعت: "لكنني ألومه، اليوم، لأنه تراجع عن خيار الوحدة".
وفي ختام تصريحها، وجهت دعوة مباشرة لميلونشون: "إذا تنحّى خطوة جانبًا، واعترف بأن مرشح اليسار في 2027 قد لا يكون هو، فإن فرنسا الأبية ستستعيد مكانتها الطبيعية ضمن جبهة اليسار الجديدة (NFP)، وستتجه نحو النصر".