كشفت مصادر أمريكية لـ"إرم نيوز" عن تطورات ملف قضية جيفري إبستين وكواليس التصويت على نشر الوثائق الخاصة بها في مجلس النواب الأمريكي الثلاثاء.
ويقول قادة جمهوريون داخل مبنى الكونغرس الأمريكي لـ"إرم نيوز" إنهم يتوقعون تصويتا جماعيا من نواب الحزب لصالح نشر وثائق قضية جيفري إبستين بصورة سوف تفاجئ الكثير من المتابعين لهذه القضية التي تحولت إلى الشاغل الأول للرأي العام الأمريكي.
القادة الجمهوريون يوضحون أن موقفهم الجديد من التصويت يهدف إلى إحباط مساعي الديمقراطيين لمحاولة إظهار الجمهوريين في صورة الرافضين لكشف حقيقة الوثائق؛ لأن لديهم ما يخافونه في هذه الملفات بسبب وجود أسماء قيادية من الحزب الجمهوري فيها وفي مقدمة هؤلاء الرئيس ترامب شخصيا.
وفي موقف لافت قال الرئيس ترامب إنه يدعو إلى رفع السرية عن هذه الملفات بالكامل، وإنه ليس لديه ما يخشاه فيها، مجددا اتهامه للديمقراطيين بالترويج لهذه "القضية الفارغة" ومؤكدا أنه في حال اتفق أعضاء الكونغرس في الغرفتين الأولى والثانية على نشر الوثائق فإنه سوف يدعم القرار بتوقيعه عند وصوله إلى مكتبه ولن يستخدم حق الفيتو في مواجهة تنفيده.
في مقابل ذلك قال قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز" ممن طالبوا بنشر الوثائق في وقت مبكر إن المواقف بين زملائه الجمهوريين تغيرت في نهاية الأسبوع بعد أن تأكد للجميع أن التوجه داخل الكونغرس هو لصالح تصويت إيجابي لنشر الوثائق في الغرفة الأولى، إضافة إلى أن هذه القضية قسمت الحزب بصورة باتت مثيرة للقلق بين أجنحته خاصة وسط الجناح المؤيد للرئيس ترامب في صورة النواب تايلور غرين وتوماس ماسي ونانسي ماس.
هذه الانقسامات المعلنة بين الجمهوريين، إضافة إلى آخرين كانوا يفضلون انتظار التصويت السري لدعم قرار نشر الوثائق، جعلت من قيادة الحزب تراجع موقفها من القضية برمتها فاسحة بذلك الطريق أمام القناعات الفردية للنواب بالتصويت في الاتجاه الذي يرونه بالنشر أو عدم النشر.
من جانبهم يقول القادة الديمقراطيون في مبنى الكونغرس إنهم يريدون نشر هذه الوثائق؛ لأن ذلك بات مطلبا شعبيا لأغلبية الأمريكيين كما تظهر استطلاعات الرأي وكذلك تحقيق العدالة لضحايا جرائم إبستين التي ذهب ضحيتها مئات من القاصرات والأطفال القصر والنساء.
قادة ديمقراطيون قالوا لـ"إرم نيوز" إنهم يدعمون تحقيق هذه العدالة وإن على جميع من ارتكبوا الجرائم موضع التحقيق تحمل مسؤولياتهم ومواجهة العدالة حتى لو كان بينهم ديمقراطيون.
وسط هذه التطورات المتسارعة بين البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، وقبل ساعات قليلة من موعد التصويت في جلسة عامة في الكابيتول الثلاثاء، أطلقت منظمات حقوقية مدافعة عن ضحايا جرائم إبستين تسجيلا مصورا لبعض النساء ضحايا جرائم إبستين طالبن فيه أعضاء الكونغرس بالتصويت لصالح نشر هذه الوثائق وتحقيق العدالة لهن ولجميع ضحايا هذه الجرائم.
ويقول مسؤولون في مبنى الكونغرس لـ"إرم نيوز" إن عدد الوثائق التي تم جمعها خلال التحقيق في قضية جيفري إبستين بلغت خمسين ألف وثيقة، إضافة إلى مجموعات هائلة من الصور والفيديوهات؛ وهو الأمر الذي يحتاج معه المختصون إلى وقت طويل لدراستها بالكامل والكشف عن تفاصيل كثيرة تتعلق بالضحايا وأسماء المتهمين بالمشاركة في هذه الجرائم.
المسؤولون أشاروا إلى أن هناك نقاشا قانونيا لا يزال مستمرا حتى الآن يتعلق بأسماء الضحايا في هذه الملفات حول ما إذا كان نشرها للعلن سوف يضر بأصحابها ويعرضهم لهزات في حياتهم الشخصية، إضافة إلى ما عانوه من آلام في السنوات الماضية وخلال فترات استغلالهم في شبكات استغلال القاصرات التي كان يديرها إبستين.
في أثناء ذلك قال قادة ديمقراطيون وجمهوريون لـ"إرم نيوز" إن هناك دعوة مشتركة من قبلهم وجهت إلى بعض النساء الضحايا في هذه الجرائم، وهؤلاء سوف يأتين إلى مبنى الكونغرس في وقت التصويت داخل المبنى لمتابعة التصويت والمشاركة في مؤتمر صحفي داخل المبنى في مسعى من نواب الحزبين لمساعدة الضحايا على إسماع أصواتهن لمشرعي الحزبين وفي الغرفتين لاتخاذ القرار المناسب في هذه القضية والتصويت لصالح نشر الوثائق وتحقيق العدالة لآلاف الضحايا الأحياء منهم والأموات.
ويقول قادة ديمقراطيون لـ"إرم نيوز" إنهم اضطروا مجبرين للجوء إلى هذا الطريق التشريعي الطويل بعد أن فشلت جميع المساعي في دفع البيت الأبيض ووزارة العدل لاتخاذ قرار بنشر الوثائق ومباشرة الإجراءات القانونية في حق من ارتكبوا هذه الجرائم.
المتحدثون لـ"إرم نيوز" شددوا على أن الوقت لا يزال متاحا أمام الرئيس ترامب لاتخاذ قرار بنشر الوثائق وتجنيب الكونغرس هذا المسار المعقد بتوقيع قرار نشر الوثائق والسماح للجهات القضائية بعد ذلك بمباشرة مهامها في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.
وفي حال صوت النواب الجمهوريون والديمقراطيون بالأغلبية المطلوبة، وهو المتوقع على نطاق واسع، لصالح قرار نشر الوثائق، فإن الخطوة الثانية ستكون بتصويت الأعضاء من الحزبين في مجلس الشيوخ لصالح قرار النشر.
هنا يقول قيادي ديموقراطي إن الصورة لا تزال غامضة بالنسبة لمواقف الشيوخ الجمهوريين من التصويت لصالح قرار النشر.