logo
العالم

"فورين بوليسي": الوعود تتلاشى والفجوة تتسع بين نتنياهو وترامب

"فورين بوليسي": الوعود تتلاشى والفجوة تتسع بين نتنياهو وترامب
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهوالمصدر: (أ ف ب)
10 مايو 2025، 5:48 ص

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إنه بعد مرور ما يزيد على 100 يوم على تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يأسف للفجوة الناشئة بين ما يقوله ترامب عن إسرائيل وما هو مستعدٌّ لفعله.

وتستعرض المجلة الأمريكية العلاقات بين ترامب ونتنياهو خلال تلك المدة، وتقول إن الأمور بدأت على ما يرام؛ إذ بعد أسبوعين فقط من تنصيب ترامب، استُقبل نتنياهو في واشنطن كأول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض خلال فترة الولاية الثانية لترامب.

وكانت الجوائز الكبرى التي تنتظر نتنياهو تشمل أمرًا تنفيذيًا يوقف مشاركة الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ويمنع جميع التمويل الأمريكي للأونروا، ومذكرة رئاسية تعيد فرض "أقصى قدر من الضغط" على الحكومة الإيرانية. ثم قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة، وسنقوم بعملنا هناك أيضًا"، وعاد رئيس الوزراء إلى القدس بروح منتصرة.

أخبار ذات علاقة

بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب

معاريف: نتنياهو "عاجز" عن رفض طلب ترامب بشأن الهدنة

وأضافت أن ثمن التنازل عن قدر كبير من استقلالية إسرائيل لإدارة ترامب باهظ، وقد تجلّى ذلك جليًا عندما استُدعي نتنياهو فجأة إلى واشنطن لمقابلة الرئيس في 7 أبريل/نيسان.

ولفتت إلى أن انتظار رئيس الوزراء في تلك المناسبة تَضَمَّن "إذلالًا علنيًا"، فلم يُفلح إلغاء إسرائيل الاستباقي لجميع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية في الحصول على إلغاءٍ متبادل للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على المنتجات الإسرائيلية. كما أبدى ترامب عدم التزامه بخططه الأصلية بشأن غزة. إلا أن أكثر ما أثار انزعاج نتنياهو هو استخدامه كخلفية لإعلان ترامب المفاجئ أن ممثليه سيُطلقون محادثات "رفيعة المستوى" مع إيران بعد أيام قليلة، وعاد رئيس الوزراء إلى منزله وهو في حالة ذهول.

وبيّنت المجلة أن واقع واشنطن الحالي فاقم مأزق نتنياهو بشكل كبير؛ فرئيس الوزراء يكتشف سريعًا أن قدرته على المناورة في حقل الألغام السياسي هذا قد تقلّصت بشكل كبير، وتعمل الأغلبية الجمهورية اليوم تحت تأثير ترامب، الذي لا يتسامح مع المعارضة، حتى لو كان ذلك لمناقشة جوهر قضية إسرائيل. وقد اتضحت هذه الحقيقة جليةً عندما نُسبت إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز جزئيًا إلى "تنسيقه المكثف" مع نتنياهو بشأن القوة العسكرية ضد إيران.

ويتجلى هذا الخوف بشكل أوضح فيما يتعلق بإيران والتهديد الذي تشكله على رفاه إسرائيل؛ فنتنياهو يُعد منع إيران من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية قضية رئيسة بالنسبة له، ومناصرو قضيته الآخرون يناشدون الولايات المتحدة اتخاذ موقف متشدد تجاه طهران، لكن بنجاح محدود للغاية، بحسب المجلة.

وأوضحت أن الرسائل المتناقضة الصادرة عن الإدارة الأمريكية تربك المسؤولين الإسرائيليين، وتتحول هذه التوترات إلى توترات شخصية مريرة، ويتجلى ذلك في الضجة المحيطة بجودة الوساطة الأمريكية. وقد تولى المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بتشجيع صريح من ترامب، مسؤولية مفاوضات مكوكية متعددة، من إيران إلى غزة، إلى أوكرانيا، وصولًا إلى اليمن أخيرًا.

وكان رد فعل أتباع ترامب شرسًا، فقد غرّد دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس، على منصة "إكس" قائلًا: "المحافظون الجدد في الدولة العميقة يشوّهون سمعة ستيف ويتكوف لأنهم يحاولون تقويض أجندة والدي في السياسة الخارجية". وهكذا، أصبح نتنياهو مكبّل اليدين، عاجزًا تقريبًا عن اتخاذ إجراءات مستقلة ضد إيران، بينما يرغب ترامب، سريع الغضب، في إشراك نظامه في حوار، وخلال ذلك الوقت، يتمكن الإيرانيون من إحراز المزيد من التقدم في جهودهم لمواجهة إسرائيل.

ويجد نتنياهو صعوبة في احتواء إحباطه، وقد يكون على مسار تصادمي مع ترامب في سوريا أيضًا، إذ تتعارض العمليات العسكرية الإسرائيلية المُكثفة، بدعوى الدفاع عن نفسها وعن السكان الدروز في ذلك البلد، مع توجه الرئيس نحو "وقف الحروب".

مكان سقوط الصاروخ الحوثي في مطار بن غوريون

كما أن الحوثيين يُثيرون التوتر أيضًا. إن التصعيد المتأصل في هجوم الحوثيين الأخير، والهدنة اللاحقة بين الولايات المتحدة و"السلطات المعنية" في صنعاء، أعادا إسرائيل إلى الهامش.

وأخيرًا، ودائمًا، هناك غزة؛ تلك القطعة من الأرض المُعذَّبة التي تخيَّل ترامب في البداية بناء "ريفييرا الشرق الأوسط" عليها، مُهيَّأة لاستضافة غزوٍ إسرائيليٍّ شامل، الذي، وفقًا لقرارٍ بالإجماع من مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، سيتضمن "غزو القطاع والاحتفاظ بالمناطق".

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا التحوّل في الأحداث سيؤدي إلى إسدال الستار، في المستقبل المنظور على الأقل، على آمال الرئيس في أي وقفٍ وشيكٍ لإطلاق النار أو صفقةٍ لإطلاق الرهائن، وسيكون ترامب، الذي أبدى عدم اهتمامه بالمسرح الفلسطيني أخيرًا، مُستعدًّا لتغييرٍ مفاجئٍ في رأيه، بمجرد أن يُدرك أن أحلامه تتلاشى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC