استبعد خبراء تأثر علاقات الولايات المتحدة مع العالم، بسبب إجراءات إعادة الهيكلة لوزارة الخارجية في واشنطن التي وضعتها الإدارة الأمريكية.
وأوضحوا أن "الإدارة الأمريكية في إطار إعادة الهيكلة وترتيب الأوراق، تعمل على مراجعة الكثير من البرامج التي يتم العمل بها منذ الحرب العالمية الثانية".
وكانت إدارة دونالد ترامب، وضعت خطة إصلاح شاملة لوزارة الخارجية تهدف إلى إلغاء أكثر من 100 مكتب، بما في ذلك مكاتب متخصصة في قضايا حقوق الإنسان، وجرائم الحرب، وذلك في إطار سعيها إلى ضمان توافق الوزارة مع أولويات سياسة "أمريكا أولاً".
وكشفت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية، أن الخطة التي أُبلغ بها الكونغرس تشمل إغلاق 132 مكتباً من أصل 734 مكتباً في الوزارة، كما تضمنت الوثيقة خططاً لتقليص عدد الموظفين بنسبة 15%.
ويرى عضو الحزب الجمهوري فرانك مسمار، أن "إدارة ترامب تعمل بمنظومة معينة منسقة فيما بينها لتغيير طريقة عمل الدبلوماسية الأمريكية التي أخذت شكلاً بيروقراطياً كلاسيكياً على مدار السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تراجع كفاءتها".
وأضاف مسمار لـ"إرم نيوز"، أن "من منظور الإدارة الأمريكية الحالية هناك عمل على تقليل المصاريف والسيطرة على الإنفاق غير الضروري الذي أخذ نوعاً من التبذير وذلك من خلال مراجعة الكثير من البرامج التي كانت متواجدة منذ الحرب العالمية الثانية".
وأشار إلى أن "إعادة الهيكلة لا تعني التخلي عن موظفين بقدر إعادة توجيه الدوائر وتدوير الصلاحيات من وزارة إلى أخرى وهو الأمر المنطقي".
ورأى مسمار، أن "أمريكا ستبقى في موقعها ومركزها العالمي، وتحاول أن تتواصل مع جميع دول العالم، ولن تتأثر في عملية إعادة الجدولة".
ولفت إلى أن "وجود هذه الهياكل القائمة منذ أكثر من 8 عقود، أثقل كاهل الولايات المتحدة بمديونية وتكلفة أكثر من اللازم".
بدوره، يرى الخبير في الشؤون الأمريكية الداه يعقوب، أن "الهيكلة التي يجريها ترامب في وزارة الخارجية أمر متوقع في ظل استهدافه تقليص عدد مكاتبها ما يتناغم مع سياسته التي تدعو إلى التقشف والحد من الوظائف التي تشكل عبئاً على الدولة".
وقال يعقوب لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الخطوة تشهد، بشكل كبير، تحييد بعض السفارات الأمريكية في أفريقيا تحديداً منطقة جنوب الصحراء، لتسهيل العمل وتنشيط الدبلوماسية الأمريكية المحملة بأعباء من بينها عدد المكاتب، وعدم سلاسة القرارات أو إصدارها ببطء".
وذكر أن "أشكال المعارضة لهذا التوجه متعددة، ما بين الخوف من تأثر الدبلوماسية التي هي الأداة الناعمة للولايات المتحدة، فضلاً عن تسبب ذلك في تسريح عدد كبير من الموظفين، إلا أن أنصار ترامب يقولون إن هذه الهيكلة تسعى إلى بث الحيوية في الدبلوماسية الأمريكية، وسرعة إنجاز المهام والقرارات".
ولفت يعقوب، إلى أن "هذا القرار سينعكس بمظاهرات وغضب داخلي مستمر، لاسيما من جانب العاملين الذين تم فصلهم والاستغناء عنهم في ظل الحديث عن إغلاق بعض الإدارات، وسط ما يدور حول المضي في إلغاء أكثر من 130 مكتباً داخل دهاليز الخارجية، تنفيذا لسياسة ترامب التي يرى أن كسب الوقت والمال لصالح أمريكا يكون بالاستغناء عن الوظائف التي تشكل عبئاً على الميزانية".