أعلنت جماعات سياسية ومسلّحة ناشطة في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني، مساء الأربعاء، حلّ تنظيماتها واندماجها في كيان جديد تحت اسم "جبهة المقاتلين الشعبيين، في خطوة وصفت بأنها أكبر عملية إعادة هيكلة للحركات البلوشية خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب بيان مشترك نشر عبر منصات محلية، أعلنت كل من حركة "بادا بلوش" و"حركة نصر بلوشستان" وتنظيم جيش العدل وجبهة محمد رسول الله" وعدد من المجموعات المسلحة حلّ نفسها رسمياً والانضمام إلى الجبهة الجديدة.
وفي المقابل، لم تنضم إلى الكيان الجديد جماعات مثل أنصار الفرقان ومقاتلي البلوش في المرحلة الحالية.
وجاء في بيان التأسيس أن الظروف الراهنة في إيران، بما في ذلك احتجاز الموارد البشرية والمادية من قبل النظام، تستدعي تأسيس جبهة موحدة تعمل على تنسيق الأنشطة السياسية والإعلامية والميدانية ضد هيكل الحكم في الجمهورية الإسلامية.
وأكد البيان أن "التهميش القومي والديني والتمييز ضد النساء" من بين أبرز محاور الاحتجاج لدى هذه الجماعات، مشدداً على أن "التحرر من احتكار السلطة لا يتحقق إلا عبر الاتحاد والتعاون بين مختلف القوى".
ودعت الجبهة في بيانها القوى الاجتماعية والسياسية الأخرى في بلوشستان وسائر مناطق إيران إلى الانضمام إليها، موضحة أن أولوياتها تشمل الدفاع عن كرامة الإنسان وحقوق سكان سيستان وبلوشستان، ودعم المطالب الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية، ومساندة الفئات المهمّشة في عموم إيران، والعمل عبر التنظيم السياسي والنشاط الميداني والحوار والتواجد الإعلامي.
وفي فيديو نُشر على قناة الجبهة، قدّم المتحدث باسمها محمود بلوش العلم الرسمي للتنظيم، الذي يتألف من الألوان الأخضر والأبيض والأحمر مع رمز هلال أزرق.
وتعد مشاركة جيش العدل –أحد أبرز التنظيمات المسلحة المناهضة للحكومة خلال العقد الماضي– أبرز التطورات في هذا الإعلان، إذ يشكّل حلّه واندماجه تحولاً لافتاً في خارطة الجماعات البلوشية.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكّد الحرس الثوري الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره خلال اشتباكات مع مسلحين في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، التي تشهد مواجهات متكررة بين القوات الأمنية والمجموعات المسلحة.
وتعدّ سيستان وبلوشستان من أكثر مناطق إيران اضطراباً، إذ تشهد بين الحين والآخر هجمات واشتباكات مسلّحة تستهدف القوات العسكرية والأمنية على خلفية نشاط جماعات معارضة ومسلّحة في الإقليم.