الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
تحدث خبراء مختصون في الشؤون الصينية والأوروبية، عن مجموعة "مُحتملة" من التدابير المضادة، التي ستتخذها بكين ودول "القارة العجوز" للتعامل مع الرسوم الجمركية، التي فرضها مؤخراً، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي طالت حلفاء واشنطن قبل دول "المواجهة".
ورجحوا لـ"إرم نيوز"، أن تأتي التدابير الأوروبية على مرحلتين الأولى، في منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري، والثانية في نهايته، وستذهب فيها إلى فرض رسوم على المنتجات الأمريكية القادمة للأوروبيين.
وأشاروا إلى احتمالية أن تتخذ الصين إجراءات تستهدف فرض رسوم جمركية مماثلة على المنتجات الزراعية والحيوانية والغذائية، التي تستوردها بكين من الولايات المتحدة، مرجحين أن "تحجز" بكين بعض المواد الخام التي لا تستطيع أمريكا الاستغناء عنها.
وقال أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في الشؤون الأوروبية الدكتور محمد المودن، إن كل الأوساط في الاتحاد الأوروبي تضع التدابير انطلاقا من ضرورة تنظيم الجهد والقرارات بين دول التكتل للرد على سياسات "ترامبية" تؤثر في الحقيقة على الوضع الاجتماعي بالقارة، وتأتي بأضرار كبيرة على قطاعات اقتصادية.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن ينبغي أن يكون إعداد الاتحاد الأوروبي لقرارات رد حول رسوم ترامب على مرحلتين، الأولى في منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري، والثانية في نهايته، وذلك اعتمادًا على تطور الوضع، وقرارات ترامب الإضافية.
وأفاد الخبير المودن بأن الإجراءات الأوروبية ستكون بمثابة استعداد التكتل لتنفيذ تدابير قد تشمل فرض رسوم على المنتجات الأمريكية بقيمة قد تصل إلى 26 مليار يورو، ما يعادل 28 مليار دولار، وقد تشمل الإجراءات رسوماً تخص منتجات رئيسة تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
وذكر أن ردود الفعل الأولية التي لمست، في الساعات الأخيرة، محملة بقلق القادة الأوروبيين من العواقب التي تترتب على هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي، محذرين من أن التأثير سيذهب إلى قطاعات كبرى.
ورجح الخبير المودن أن يسير العالم في طريقين بخصوص رسوم ترامب، الأول الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة للتخفيف من هذه القرارات، والثانية اتخاذ تدابير فعلية تضغط على إدارة ترامب، فضلاً عن مواجهة التداعيات الداخلية في هذه الدول، لاسيما ما يتعلق بزيادة نسب البطالة.
بدوره رأى الخبير في الشؤون الصينية الدولية، تشو شيوان، أن موقف بكين تجاه رسوم ترامب ثابت وواضح باتخاذ تدابير "الرد المقابل"، في ظل عمل واشنطن على فرض التعريفات التي لا تساعد على حل التحديات والصعوبات الاقتصادية بالنسبة لها.
وأشار لـ"إرم نيوز"، إلى أن الصين ستفرض رسوماً جمركية على المنتجات الزراعية والمواد المعدنية، التي تستوردها من الولايات المتحدة ضمن التدابير المضادة.
وأوضح شيوان، أن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بهذا الشكل من الممكن أن يأتي بفوائد مالية وتجارية إلى حد ما لحكومة ترامب على المدى القصير، ولكنه سيضر بمصالح المستهلكين، والشركات الخاصة داخل البلاد.
وبيّن أن الصين أعربت عن معارضتها، مراراً وتكراراً، للتدابير الأمريكية ومن المنتظر أن تتخذ بكين إجراءات معادلة مضادة إضافة إلى تنسيق المواقف مع الدول المتضررة للتعامل بنهج وسُبل تستطيع مواجهة الرسوم بشكل مشترك.
وشدد شيوان على أن ما تفعله واشنطن لن يضر الصين بالشكل الذي تراهن عليه ولكن سينال دولاً أخرى ستتخذ مع بعضها البعض تدابير للمواجهة، مما ستكون له انعكاسات سلبية أكبر على الولايات المتحدة.
من جهته، قال الخبير في شؤون العلاقات الصينية العربية، ماشو تشونج، إن رسوم ترامب ضرر ليس للعالم فقط ولكن لأمريكا نفسها، التي انخفضت بورصتها بشكل كبير مؤخراً.
ولفت لـ"إرم نيوز"، إلى أن التدابير الصينية المضادة لهذا الضرائب متعددة أبرزها ما يخص أن الصين هي أكبر مستورد للسلع الزراعية والغذائية والحيوانية من الولايات المتحدة التي تعد أكبر مصدر لهذه المنتجات.
ورجح الخبير تشونج بهذا الصدد، أن تتخذ بكين إجراءاتها المضادة في هذا الصدد، لاسيما أنها لديها جاهزية تلبية احتياجاتها الداخلية التي تعوضها عن المنتجات التي كانت تستوردها من أمريكا.
وأضاف أن من بين التدابير التي تمتلكها الصين للتعامل مع هذا المشهد، حجز بكين بعض المواد الخام التي لا تستطيع الولايات المتحدة الاستغناء عنها داخل أسواقها وفي صناعاتها، ولا تستوردها إلا من الصين، فضلاً عن بعض المنتجات التقنية المهمة مثل الشرائح الذكية، بجانب مواد وخامات تعتمد عليها الولايات المتحدة في بعض الصناعات العسكرية.
وأكد الخبير تشونج أن بكين لديها قدرات على التعامل مع رسوم ترامب، التي تستهدف بالأساس ما حققته الصين من تطور، ونجاح اقتصادي واستثماري دولي.
وذكر أن التدابير من جانب إدارة ترامب سيكون مصيرها الفشل، ولن تحقق واشنطن ما تصبو إليه مع محاولاتها في هذا الصدد في وقت تقتنع فيه الصين بمبدأ "الفائدة المتبادلة" في حين أن الإدارة الأمريكية تريد استفادة منفردة.