تصاعد الخطاب المتبادل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزهران ممداني قبل وبعد فوز الأخير بمنصب عمدة نيويورك، أكبر مدينة في الولايات المتحدة.
وهذا التراشق يلقي بظلاله على اجتماع مرتقب بينهما في البيت الأبيض، وفق ما ذكرت شبكة “سي بي إس” نيوز.
وبحسب الشبكة، فإن التراشق الكلامي بين الجانبين ركز على الجانب الأيديولوجي والهوية والتمويل الفيدرالي، إضافة إلى تصريحات مست جوهر العلاقة بين الناخبين والإدارة السياسية.
وذكر التقرير أن ترامب استخدم أوصافاً ذات طابع أيديولوجي مباشر، واصفاً ممداني بالشيوعي ومتهماً إياه بتبنّي توجهات تتجاوز الإطار اليساري التقليدي.
وتجاوز الأمر الجانب السياسي إلى التشكيك في الوجود القانوني لممداني رغم حصوله على الجنسية الأمريكية عام 2018، مع تلويح بإجراءات قانونية محتملة إذا اعترض على سياسات الهجرة الفيدرالية من بينها اعتقاله.
ولفتت الشبكة إلى أن ترامب صعّد نبرته بتهديدات تتعلق بالتمويل الفيدرالي لمدينة نيويورك.
وأشار في مناسبة سابقة إلى إمكانية تقليص الدعم المالي للمدينة حال تولّي ممداني منصب العمدة، قبل أن يعود لاحقاً لطرح نبرة أكثر اعتدالاً بالقول إنه قد يساعد المدينة رغم الخلافات.
التصريحات شملت كذلك اتهامات مرتبطة باليهود، فقد قال ترامب إن من يصوتون لممداني من اليهود “أغبياء”. واعتبر ترامب أن العمدة المنتخب معاد لهم.
وتضمّن كلام ترامب أيضاً عبارات ازدرائية لاسم ممداني وهويته، ما عُدّ تجاوزاً للطابع السياسي نحو استهداف شخصي مباشر, وفق التقرير.
من جهته، رفض ممداني هذه الاتهامات، مؤكداً أنها تقوم على تشويه لمواقفه السياسية وهويته الدينية، وأكد رفضه لأسلوب الترهيب، وتشديده على أن أولوياته ستكون خدمة سكان نيويورك دون التراجع أمام الضغوط.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه، تحدث ممداني مباشرة إلى الرئيس: "دونالد ترامب، بما أنني أعلم أنك تشاهدني، فلدي أربع كلمات لك: ارفع مستوى الصوت!"، وقال ذلك أمام حشد من المشجعين.
وأضاف: "إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب كيفية هزيمته، فهي المدينة التي أنجبته". وقال ممداني إنه لن يخيفه الرئيس.
ويُتوقع أن يركّز الاجتماع المرتقب بين الطرفين على ملف تكلفة المعيشة، حيث يرى ممداني أن هذا الملف يمثل التحدي الأكبر في المدينة، وأنه مستعد للتعاون في كل ما يخدم سكانها، مع الحفاظ على موقفه تجاه السياسات التي يرى أنها قد تضر بمصالحه, وفق الشبكة الإخبارية الأمريكية.