إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم

من الجبل إلى طاولة التفاوض.. أسباب تحوّل موقف الـ"بي كي كي" في تركيا

من الجبل إلى طاولة التفاوض.. أسباب تحوّل موقف الـ"بي كي كي" في تركيا
أكراد يرفعون صورة أوجلانالمصدر: أ ف ب
06 مايو 2025، 6:56 ص

تقف أسباب محلية ودولية وراء قرار حزب العمال الكردستاني الـ"بي كي كي" النزول من جبل قنديل، حيث كانت قواته تحارب تركيا، إلى طاولة التفاوض مع أنقرة.

وفي صدارة هذه الأسباب التماشي مع القرار الدولي الخاص بنزع سلاح المنظمات والتشكيلات التي تحمل السلاح، خارج إطار مؤسسات الدولة في بلدان الشرق الأوسط.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تحرك تركي لحل ملف الأكراد داخليا

 وتأتي المفاوضات الجديدة بين القائد الكردي عبد الله أوجلان، من سجنه، مع قيادات الدولة العميقة في تركيا، لتأخذ منحى حصول الأكراد على حقوقهم كمكون سياسي ومجتمعي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن تحالف الشعب، المؤلف من حزب العدالة والتنمية الحاكم، برئاسته، وحزب الحركة القومية، برئاسة دولت بهشلي، أظهر إرادة قوية وحازمة لتنفيذ مبادرة "تركيا خالية من الإرهاب"، مطالبا حزب العمال الكردستاني بالاستجابة للدعوة التي أطلقها زعيمه أوجلان لإلقاء السلاح.

سياسة جديدة

ويقول الباحث السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط، عمران منصور، إن حزب العمال الكردستاني الـ"بي كي كي" خاض صراعا دام أكثر من 40 سنة دون تحقيق أهدافه على الأرض المتعلقة بدولة كردستان، مشيرا إلى مستجدات التقلبات الدولية وما يجري على الساحة السورية بالتزامن مع الضغوط الأمريكية والفرنسية.

وذكر لـ"إرم نيوز" أن الحزب انتقل إلى سياسة جديدة تقوم على التخلي عن السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، وذلك ضمن توجه دولي في الشرق الأوسط بنزع سلاح المنظمات والتشكيلات التي تحمل الآلة العسكرية، خارج إطار الدول المقامة.

ويؤكد منصور أن التفاهم بين تركيا و الـ"بي كي كي" واضح من خلال بيانات من أردوغان في العمل على إحلال السلام بين الأكراد وتركيا، واستخدام مصطلح "الإخوة الأكراد"، ما يعد مفاجأة للمجتمعين الكردي والتركي في ظل تاريخ طويل من الصراع بين الجيش التركي وحزب العمال.

وأفاد منصور بأن الأمور تذهب الآن إلى خروج عبد الله  أوجلان من السجن وربما يكون تحت الإقامة الجبرية في تركيا، إضافة إلى إصدار عفو عام عن الـ"بي كي كي"، في ظل انعقاد مؤتمر قريب للتنظيم وسط انتظار نجاح محاولة حضور أوجلان المؤتمر أو المشاركة عبر تقنية الفيديو كونفرانس في ظل ما يجهز من الذهاب إلى القرار المتعلق بنزع السلاح والخضوع للعفو ونزول المقاتلين من جبل قنديل.

وتابع منصور أن ما يجري في هذا الصدد، يعمل بشكل أو بآخر على إجراء تفاهمات كردية تنعكس على ذات المكون في سوريا من خلال تدخل الزعيم الكردي مسعود بارزاني في وساطة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني والأكراد في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وإعطاء رؤية توافقية نحو مستقبل سوريا.

وأضاف منصور أن الأيام القادمة ستشهد نزع سلاح الـ"بي كي كي" وتوجهه نحو العمل السياسي في تركيا من خلال أحزابهم الموجودة والتي تناصرهم ولها وزنها بالبرلمان، بالإضافة إلى التقارب الكردي في سوريا الذي سينعكس بالإيجاب، وأن بعض ملامح ذلك ستظهر من خلال المؤتمر الذي سينعقد بالسليمانية في كردستان العراق.

ويرجح منصور أن "يلملم" الأكراد في سوريا سياستهم ويضعوها قريبا في هيئة كردية سياسية من جميع الأطراف والأحزاب للتوجه إلى دمشق، في ظل اهتمامهم بوجود حكومة شرعية تقوم على أساس المساواة ويكون مبدؤها الأساسي إحلال السلام في سوريا ودول الجوار.

السياسة التركية

ومن جهته قال الخبير في الشؤون التركية، كادار بيري، إن لجوء حزب العمال الكردستاني الـ"بي كي كي" إلى حمل السلاح والعمل العسكري بالأساس كان نتيجة تجاهل أنقرة وتشدد الساسة الأتراك في التعامل مع القضية الكردية بشكل سياسي ونكرانهم لأي شيء ضمن هذا المكون.

وأضاف بيري في تصريح لـ"إرم نيوز": سابقا كانت هناك خطوات عدة قام بها الـ"بي كي كي" من أجل وقف إطلاق النار، "وهو ما كان من طرف واحد في ظل عدم تجاوب الطرف التركي لأكثر من 14 مرة بوجود أطراف وسيطة من بينها الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، ومسعود بارزاني، وسط لقاءات من أجل أن يكون هناك تماشٍ وتفاعل وقبول تركي، لكن للأسف استمر العمل العسكري".

وتابع بيري قوله: "اليوم يبدو أن هناك مفاوضات جديدة بين أوجلان داخل سجنه في جزيرة إمرالي ببحر  مرمرة وبين القيادات التركية والدولة العميقة في أنقرة التي يمثلها زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، الذي بدأ يصرح بشكل إيجابي في هذه القضية. 

وأشار بيري إلى أن دعوة أوجلان لإلقاء السلاح لقيت تجاوبا من حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل، ولكن الخطوة التالية المهمة من الطرف الثاني المطلوب إتمامها هي أن ينص الدستور التركي على أن يكون للكرد وجودهم وكيانهم السياسي.

أخبار ذات علاقة

امرأة تحمل علمًا يصور عبد الله أوجلان

ما ضمانات "العمال الكردستاني" المطلوبة من أنقرة لتنفيذ نداء أوجلان؟

 ورأى أن قرار إلقاء سلاح الـ"بي كي كي" يعد ثمرة للعمل العسكري طوال السنوات الماضية؛ ما يتمثل في أن يكون هناك حل سياسي عادل للقضية الكردية في تركيا.

ولفت بيري إلى أن حزب العمال الكردستاني مع حمل السلاح ووجوده العسكري في الجبال، كان في الوقت نفسه ينسق مع أحزاب سياسية كردية رديفة تعمل داخل كل المدن التركية، أي أنه كان حاضرا بشكل أساسي في العمل السياسي، وبإلقاء السلاح سيكون أقوى مما كان، وربما يكون "الحزب رقم 1" في تركيا أو صاحب المرتبة الثانية على أقل تقدير.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC