logo
العالم العربي

رغم دعوة أوجلان.. تركيا تصعد ضد العمال الكردستاني

رغم دعوة أوجلان.. تركيا تصعد ضد العمال الكردستاني
متظاهر يحمل صورة الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلانالمصدر: رويترز
29 مارس 2025، 12:34 م

رغم النداء العلني الذي أطلقه زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان لحل الحزب ونزع سلاحه، إلا أن العمليات العسكرية التركية شمالي العراق في تصاعد مستمر، ما يفتح الباب لتأويلات متعددة بشأن أهداف أنقرة الحقيقية من هذه الحملات.

وأعلنت منظمة فرق صناع السلم المجتمعي (CPT) أن الجيش التركي فجّر، 7 كهوف في جبل متين ضمن حدود قضاء العمادية شمال محافظة دهوك، باستخدام مادة TNT، في إطار عملياته المستمرة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق.

غارة تركية سابقة على إقليم كردستان العراق

وقال مسؤول ملف حقوق الإنسان في المنظمة، كامران عثمان، إن "الكهوف التي تم تفجيرها تقع في منطقة نهيلا التابعة للعمادية"، مشيراً إلى أن "هذه المواقع تُعد من المعالم الطبيعية والأثرية التي تمثل جزءاً من تاريخ الشعوب التي عاشت في جبال كردستان".  

وخلال الأسبوع الأخير فقط، قُتل 14 عنصراً من حزب العمال الكردستاني بضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية التركية على مواقع الحزب في شمال العراق وسوريا، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك.

أخبار ذات علاقة

من مسيرة مؤيدة لأوجلان

رغم دعوة أوجلان.. قنابل الجيش التركي تفجر كهوف "العمال الكردستاني"

ضغط وانقسام

بدوره، قال الباحث في الشأن الإستراتيجي عبد الغني غضبان، إن "أنقرة تسعى من خلال عملياتها إلى ملاحقة ما تبقى من جيوب حزب العمال الكردستاني والضغط عليه، على الرغم من دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان إلى حل التنظيم ونزع السلاح".

وأضاف غضبان لـ"إرم نيوز" أن "عناصر الحزب انقسموا فعلياً إلى جناحين، قسم منهم تمرّد على دعوة أوجلان واندمج ضمن قوات اليبشة قرب مناطق مثل سنجار، ويقاتلون إلى جانب تلك الفصائل، بينما لا يزال القسم الآخر متردداً في تنفيذ القرار بسبب انعدام الثقة تجاه تصريحات الرئيس التركي، التي يعتبرها البعض خالية من المصداقية".

وأشار إلى أن "مسلحي الحزب يشترطون إطلاق سراح أوجلان كخطوة أولى نحو أي تسوية سياسية، لكن أنقرة لا تُبدي أي استعداد فعلي للاستجابة لذلك، ما يؤدي إلى استمرار الشك والانقسام داخل صفوف الحزب، ويدفع أنقرة إلى تكثيف عملياتها".

ضربة لآمال السلام

وأنشأت القوات التركية حتى الآن 76 قاعدة وموقعاً عسكرياً داخل أراضي إقليم كردستان، وتربط هذه المواقع شبكة طرق عسكرية تمتد عبر الجبال والوديان، حيث تتمركز أغلبها في مواقع إستراتيجية مثل جبل متين، وتستخدمها أنقرة كنقاط انطلاق لمراقبة المنطقة وتنفيذ عملياتها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وأنعشت موافقة  حزب العمال الكردستاني على نداء زعيمه عبد الله أوجلان الأمل بإنهاء عقود من الصراع المسلح، وفتحت نافذة جديدة لاحتمالات الانتقال نحو مسار سياسي تفاوضي يُنهي حالة الحرب المستمرة ويؤسس لمرحلة من الاستقرار في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

عناصر مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني

تركيا تعلن مقتل 26 عنصرا من "العمال الكردستاني"

دعم الفصائل الكردية

وتُظهر هجمات الجيش التركي المتواصلة على معاقل حزب العمال الكردستاني في العراق، أن الصراع بين الطرفين لم يُطوَ بعد، وأن أنقرة لا تزال تنظر إلى الحزب كتهديد مباشر لأمنها القومي، مما يدفعها إلى مواصلة العمليات العسكرية ضده.

ويرى مراقبون أن هذه العمليات قد تسهم في تأجيج التوتر مجدداً، وتؤثر سلباً على الاستقرار الهش في المنطقة، فضلاً عن احتمالية تصاعد الدعم للفصائل الكردية المسلحة في العراق وسوريا، في ظل حالة من عدم الثقة والشك المتبادل بين الجانبين.

في هذا الإطار، رأى الباحث والأكاديمي، خالد الغريباوي أن "أنقرة تنظر إلى إعلان حزب العمال وقف إطلاق النار على أنه مجرد مناورة سياسية، وليس قراراً إستراتيجياً حقيقياً، خاصة في ظل انقسامات داخل الحزب وعدم وجود ضمانات موثوقة من الجانب الكردي".

وأضاف الغريباوي لـ"إرم نيوز" أن "المؤسسة العسكرية التركية تُفضل الحسم الميداني على انتظار المسارات التفاوضية، وهذا ما يفسّر تكثيف الغارات الجوية على مناطق في دهوك وسنجار، حتى بعد إعلان الحزب التزامه بوقف العمليات المسلحة".

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أردوغان: بدأت مرحلة جديدة في جهود إخلاء تركيا من الإرهاب

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC