ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تتصاعد العمليات العسكرية التركية شمالي العراق بشكل مستمر، رغم نداء زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لحل الحزب ونزع سلاحه.
وتفتح هذه العمليات، الباب لتأويلات متعددة بشأن أهداف أنقرة الحقيقية من هذه الحملات.
وأعلنت منظمة فرق صناع السلم المجتمعي (CPT) أن الجيش التركي فجّر 7 كهوف في جبل متين ضمن حدود قضاء العمادية شمالي محافظة دهوك، باستخدام مادة TNT، في إطار عملياته المستمرة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق.
وقال مسؤول ملف حقوق الإنسان في المنظمة كامران عثمان، إن "الكهوف تُعد من المعالم الطبيعية والأثرية التي تمثل جزءًا من تاريخ الشعوب التي عاشت في جبال كردستان".
وخلال الأسبوع الأخير فقط، قُتل 14 عنصرًا من حزب العمال الكردستاني بضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية التركية على مواقع الحزب في شمال العراق وسوريا، حسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك.
بدوره، قال الباحث في الشأن الاستراتيجي عبدالغني غضبان، إن "أنقرة تسعى من خلال عملياتها إلى ملاحقة ما تبقى من جيوب حزب العمال الكردستاني والضغط عليه، على الرغم من دعوة زعيم الحزب عبدالله أوجلان إلى حل التنظيم ونزع السلاح".
وأضاف غضبان لـ"إرم نيوز"، أن "عناصر الحزب انقسموا فعليًا إلى جناحين، قسم منهم تمرد على دعوة أوجلان واندمج ضمن قوات اليبشة قرب مناطق مثل سنجار، ويقاتلون إلى جانب تلك الفصائل، بينما لا يزال القسم الآخر مترددًا في تنفيذ القرار بسبب انعدام الثقة تجاه تصريحات الرئيس التركي، والتي يعتبرها البعض خالية من المصداقية".
وأشار إلى أن "مسلحي الحزب يشترطون إطلاق سراح أوجلان كخطوة أولى نحو أي تسوية سياسية، لكن أنقرة لا تُبدي أي استعداد فعلي للاستجابة لذلك، ما يؤدي إلى استمرار الشك والانقسام داخل صفوف الحزب، ويدفع أنقرة إلى تكثيف عملياتها".
وأنشأت القوات التركية حتى الآن 76 قاعدة وموقعًا عسكريًا داخل أراضي إقليم كردستان، وتربط هذه المواقع شبكة طرق عسكرية تمتد عبر الجبال والوديان، حيث تتمركز أغلبها في مواقع استراتيجية مثل جبل متين، وتستخدمها أنقرة كنقاط انطلاق لمراقبة المنطقة وتنفيذ عملياتها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وأنعشت موافقة حزب العمال الكردستاني على نداء زعيمه عبدالله أوجلان الأمل بإنهاء عقود من الصراع المسلح، وفتحت نافذة جديدة لاحتمالات الانتقال نحو مسار سياسي تفاوضي يُنهي حالة الحرب المستمرة ويؤسس لمرحلة من الاستقرار في المنطقة.
وتُظهر هجمات الجيش التركي المتواصلة على معاقل حزب العمال الكردستاني في العراق، أن الصراع بين الطرفين لم يُطوَ بعد، وأن أنقرة لا تزال تنظر إلى الحزب كتهديد مباشر لأمنها القومي، ما يدفعها إلى مواصلة العمليات العسكرية ضده.
ويرى مراقبون، أن "هذه العمليات قد تسهم في تأجيج التوتر مجددًا، وتؤثر سلبًا على الاستقرار الهش في المنطقة، فضلًا عن احتمالية تصاعد الدعم للفصائل الكردية المسلحة في العراق وسوريا، في ظل حالة من عدم الثقة والشك المتبادل بين الجانبين".
وفي هذا الإطار، رأى الباحث والأكاديمي خالد الغريباوي، أن "أنقرة تنظر إلى إعلان حزب العمال وقف إطلاق النار على أنه مجرد مناورة سياسية، وليس قرارًا استراتيجيًا حقيقيًا، خصوصًا في ظل انقسامات داخل الحزب وعدم وجود ضمانات موثوقة من الجانب الكردي".
وأضاف الغريباوي لـ"إرم نيوز"، أن "المؤسسة العسكرية التركية تُفضل الحسم الميداني على انتظار المسارات التفاوضية، وهذا ما يفسر تكثيف الغارات الجوية على مناطق في دهوك وسنجار، حتى بعد إعلان الحزب التزامه بوقف العمليات المسلحة".