ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
الصراع بين باكستان وأفغانستانالمصدر: إرم نيوز
العالم

السلام المؤجل بين كابول وإسلام أباد.. تحالفات أيديولوجية تُفشل الحوار (إنفوغراف)

بعد أربعة أيام من المحادثات المتوترة في إسطنبول، أعلنت باكستان في 29 أكتوبر انهيار جولة السلام الأخيرة مع  طالبان الأفغانية، وسط استمرار التصعيد الحدودي وتبادل الاتهامات، فيما تتجه الأنظار إلى الجولة الجديدة المنتظرة في 6 نوفمبر على أمل تحقيق تقدم ملموس نحو تهدئة الأزمة الأمنية بين البلدين.

يأتي هذا الانهيار ليؤكد هشاشة الثقة بين الطرفين وعمق التباين في أولوياتهما الأمنية والسياسية، في ظل تزايد الضغوط الداخلية على حكومة طالبان الأفغانية وتنامي الشعور في إسلام آباد بأن الصبر الدبلوماسي يقترب من النفاد.

كما يعكس فشل المحادثات مجددا حدود النفوذ الإقليمي والدولي في كبح التوتر المتصاعد، ويعيد طرح السؤال حول مدى استعداد الجانبين لتقديم تنازلات حقيقية تضمن استقرار الحدود وتمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

في هذا السياق، قال حافظ بلال بشير، الخبير الباكستاني في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح لـ"إرم نيوز" إن رفض طالبان أفغانستان اتخاذ إجراءات ضد حركة طالبان باكستان (TTP) يعود إلى عوامل متداخلة جعلت من معالجة هذه المسألة أمراً معقداً وصعباً، وهو ما كان عاملاً رئيساً في إفشال جهود السلام بين إسلام آباد وكابول.

أخبار ذات علاقة

 وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار

الهدنة لا تزال بعيدة.. باكستان تتهم طالبان بإفشال محادثات السلام

وأوضح بشير أن السبب الأهم هو "التقارب الأيديولوجي والتاريخي" بين الحركتين؛ إذ تشتركان في رؤية إيديولوجية قائمة على تفسير مماثل للشريعة ومقاومة النفوذ الغربي، إضافة إلى روابط قبلية وعسكرية تعود لعقود تجعل معاملة "طالبان باكستان" كعدو أمراً غير بديهي داخل أروقة طالبان الأفغانية. 

وأضاف أن الوضع الداخلي في أفغانستان، من أزمات اقتصادية وعزلة دولية وتهديدات من مجموعات أخرى مثل "داعش-خراسان"، دفع السلطات هناك إلى ترتيب أولوياتها بعيداً عن مواجهة الـTTP.

كما لفت الخبير إلى حساسية العلاقات القبلية على جانبي "سطرند لاين" (Durand Line)، حيث تربط الروابط العائلية واللغوية عبر الحدود أي عمل صارم ضد عناصر طالبان باكستان، بتداعيات سياسية واجتماعية داخل المجتمع الأفغاني؛ وهو ما يجعل اتخاذ خطوات قاسية أمراً محفوفاً بالمخاطر للسلطة الحالية في كابول. 

وأشار كذلك إلى رغبة طالبان الأفغانية في الحفاظ على توازن دبلوماسي مع باكستان لتفادي افتعال صراع مباشر مع حلفائها وقواعدها الاجتماعية.

وضع هذه العوامل معاً، بحسب بشير، أدى إلى "هزة ثقة" لدى إسلام آباد وفسخ الإطار التفاوضي؛ لأن غياب خطوات عملية من جانب طالبان الأفغانية عزز قناعة باكستان بأن أرض أفغانستان تُستخدم لتموضع مجموعات تهاجم الأراضي الباكستانية؛ ونتيجة لذلك، تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق مستدام بين الطرفين.

أخبار ذات علاقة

لاجئون أفغان يعودون من باكستان بعد فتح الحدود

خط دوراند.. "معضلة بريطانية" ترفضها طالبان وتصر عليها باكستان

في توصيفه لمسارات الحلّ الممكنة، حدد بشير شرطاً باكستانياً "غير قابل للتفاوض": أن تظهر طالبان الأفغانية التزاماً عملياً وقابلاً للقياس بتطهير أرضها من شبكات مثل طالبان باكستان.

وأضاف أن نجاح الوساطات الدولية مرهون بعدة عناصر، من أهمها مشاركة دول محايدة وذات ثقل إقليمي مثل الصين والسعودية وقطر وتركيا، إلى جانب الآليات الأممية لضمان المتابعة والتنفيذ.

ورأى أن الوساطة لا يمكن أن تظل لغة دبلوماسية بل يجب أن تتحول إلى اتفاقات قابلة للتنفيذ تتضمن تبادلاً استخبارياً ومراقبة حدودية مشتركة وإجراءات عملية للتعامل مع المعاقل الإرهابية.

 

كما حذّر بشير من أن ضعف إرادة كابول أو انقسامها الداخلي، إلى جانب وضع طالبان غير المعترف بها دولياً وروابطها الأيديولوجية مع "طالبان باكستان"، ستبقى عقبات كبيرة أمام أي تسوية. 

من جهته أكّد أن موقف باكستان "حازم لكنه بناء": حرص على الحل الدبلوماسي، لكن مع استعداد لخيارات عسكرية دقيقة إذا لم تُحصّن الحدود وتُقضي الملاذات الآمنة للمسلحين.

ونوه بشير بأن التصعيد الأخير على طول الحدود ليس مجرد أزمة ثنائية بل اختبار لآليات التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود. 

وإذا أرادت الوساطات أن تنجح، فهي بحاجة إلى خطط عملية ومراقبة دولية وضغط دبلوماسي مستمر لفرض التزامات قابلة للتحقق من جانب طالبان الأفغانية، بحسب تقدير الخبير الباكستاني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC