ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

خط دوراند.. "معضلة بريطانية" ترفضها طالبان وتصر عليها باكستان

لاجئون أفغان يعودون من باكستان بعد فتح الحدودالمصدر: رويترز

لأسابيع، خاضت القوات الباكستانية والأفغانية معارك عبر الحدود التي رسمتها بريطانيا في القرن التاسع عشر، عبر أراضي البشتون التاريخية. والآن، وبينما تحاولان التفاوض على وقف إطلاق نار دائم، تُشكك الحكومة الأفغانية التي تقودها طالبان بشكل متزايد في شرعيتها.

وقُتل عشرات الجنود والمدنيين هذا الشهر في مناوشات على طول الخط، إذ شنّت باكستان غارات جوية على مدن في أنحاء أفغانستان قبل أسبوعين، وهو تصعيد هدّد بتحويل النزاع الحدودي إلى حرب أوسع نطاقًا.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف

باكستان تحذر من "حرب مفتوحة" مع أفغانستان إذا فشلت محادثات إسطنبول

ومنذ ذلك الحين، صمد وقف إطلاق النار المؤقت إلى حد كبير. ولكن قبل المحادثات في إسطنبول نهاية هذا الأسبوع، لم يكن هناك تفاؤل يُذكر بشأن توصل باكستان وأفغانستان إلى أرضية مشتركة بشأن الخلافات، أو الخط الفاصل بينهما، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ما هو خط دوراند؟

رسم المسؤولون البريطانيون خط دوراند الذي يبلغ طوله 1640 ميلًا في 1893 لترسيم الحدود بين أفغانستان وما كان يُعرف آنذاك بالراج البريطاني بعد فوز الإمبراطورية البريطانية في الحرب الثانية من حروب الأنجلو أفغانية الثلاث.

كانت تلك الأيام الأخيرة من اللعبة الكبرى في القرن التاسع عشر، حين تنافست بريطانيا وروسيا على السيطرة في آسيا الوسطى. سعت لندن إلى جعل أفغانستان منطقة عازلة بين نفوذها ونفوذ موسكو.

تحت الضغط البريطاني، تقبل الأمير الأفغاني عبد الرحمن خان خسارة بعض الأراضي القبلية البشتونية العرقية، والتي تم ضمها فعليًا إلى الهند البريطانية.

وقد تم تسمية الحدود الناتجة، والتي تمتد من الصين في الشمال الشرقي إلى إيران في الجنوب الغربي، على اسم الدبلوماسي البريطاني مورتيمر دوراند، وزير خارجية الهند آنذاك.

وعندما تأسست باكستان إثر تقسيم الهند عام 1947، ورثت الحدود. ومنذ ذلك الحين، اعتبرت إسلام آباد المسألة محسومة، وحثّت الحكومات الأفغانية المتعاقبة، والآن حركة طالبان، على التعامل معها على هذا الأساس. وقبل محادثات السلام، أكّد المسؤولون الباكستانيون أن الأمر غير قابل للتفاوض.

لكن أفغانستان لطالما شككت في شرعية هذا الخط، ودأبت طالبان على وصفه بأنه حدود "افتراضية" أو "وهمية".

والأمر الأكثر إثارة لقلق المسؤولين الباكستانيين، هو أن حركة طالبان الأفغانية لم تُبدِ اهتمامًا يُذكر بتأمين المنطقة من المسلحين أو المهربين. وما يثير قلق إسلام آباد بشكل خاص المسلحون في باكستان الذين أعلنوا ولاءهم لحركة طالبان الأفغانية، ويشنون تمردًا متوسعًا في المنطقة التي ضمتها بريطانيا فعليًا قبل أكثر من 130 عامًا.

ويبدو أن دعم حركة طالبان باكستان في منطقة الحدود القبلية محدود، إلا أن المسلحين تمكنوا مؤخرًا من تحقيق بعض التقدم مستغلين الانطباع السائد بين الناس على جانبي الحدود بأن خط دوراند ليس من المفترض أن يؤثر على حياتهم اليومية.

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة طالبان

من الدوحة إلى إسطنبول.. ماذا بعد توقيع الاتفاق بين أفغانستان وباكستان؟

وطوال معظم القرن العشرين، كان أفراد من مجتمعات البشتون وقبائل أخرى يعبرون الحدود عدة مرات يوميًا دون أن يوقفهم حرس الحدود، لكن حرية المرور انتهت بعد هجمات في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وغزو أفغانستان.

لماذا الآن؟

يشكك المحللون في قدرة حكومة طالبان، التي لا تعترف بها سوى روسيا على المستوى الدولي، على تقديم حجة قانونية لتحدي خط دوراند.

لكن قد ترى طالبان أن التوترات على طول خط دوراند مفيدة محليًا، وفق زاهد حسين، المعلق السياسي الباكستاني، الذي يضيف أنه "بإثارة هذه القضية مرارًا، فإنهم يستغلون القومية الأفغانية لتشتيت الانتباه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC